بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد النبي العربي الامين
و رضي الله تعالى على صحابته الغرّ الميامين
و التابعين بإحسان إلى يوم الدين
و حسن أولئك رفيقا
إخوتي و ‘اخواتي أعضاء و رواد منتدى القصص القصيرة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
غبت
طويلا وعدت تحملني الاشواق لمنتدى الاقلام النيرة و الحروف الماسية
استنشق مع كل حرف اقرأه أريج عزة للغتي الجميلة و فخر لانتمائي لهاته
اللغة التي ما فتئت تقاوم بطش ابناءها من جهة و الغرباء من جهة
تانية ليحطوا من قيمتها و يتفنون في المسميات على انها لغة حجرية
صماء غير متفاعلة مع العصرنة و التحضر و التقدم و خلافه.... ألج
هنا فتنتابني هزات نشوة و غبطة لما اقف امام كلمات من انشاء شباب و
صبايا لازلوا يؤمنون مثلي تماما ان لغتنا لغة قرآن و لغة حضارة فبوركت
الاقلام وبورك الفكر العربي الثاقب مني لكم جميعا تحية امتنان
وتقدير و ساحاول ان اسرد عليكم قصة بسيطة اتمنى ان يصل مغزاها قبل
افكارها اليكم جميعا .......
***********************************
(أم
الضبع) قرية نائية تتموقع على سفح جبل شاهق كان بيوم ما مرتعا
لاكبر معارك جيش التحرير الجزائري ضد جيش الاستدمار الفرنسي فكتب
الجبل و معه القرية صفحات بطولة و تضحية لا زالت مفخرة ابنائها و
احفادهاالذين ما انفكوا يتحاكون بما وقع في ايام الثورة .
ورغم
ان البلاد استرجعت سيادتها منذ عشرات السنين الا ان ( أم الضبع)
لازالت ترزخ تحت ظلمات الجهل و الامية و نقص الموارد وفرص التشغيل و
كأن ريح الحرية والاستقلال لم يصل بعدالى ربوع هذه القريه الشامخ اهلها
شموخ قمة جبلها و اكتفوا فقط بما تمنحه لهم قطعهم الارضية من خيرات
فحمدوا الله و اثنوا متمنين ان يتذكرهم المسؤولون هناك بقصور
العاصمة.....
*****************
رحمة)
فتاة بمقتبل العمر من بنات ام الضبع تعيش رفقة اسرتها حياة بسيطة
بساطة الارض التي تحملها و راضية بما رزقها الله من جمال و عفة و
مواظبة على اداء الفرائض رغم اميتها لانها لم تلج مدرسة سابقا و
هي تجتهد ان تحفظ القرآن من خلال ترددها على الجامع الوحيد لتحفظ
بعض سوره و تتفقه في دينها من خلال الدروس المسائية التي يعقدها
امام الجامع و لا يمكن وصف سعادتها كلما تعلمت شيئا جديدا وكلما حفظت
سورة اخرى لتعود لامها و تنقل لها كل جديد و كأنها معلمة تجتهد
لان تعلم كل احباءها
********************************
تمضي
الايام و الشهور و(رحمة) تعيش على نسق واحد لا يتغير ابدا شغل
بالبيت و سقي ماء و جمع حطب وذهاب الى الجامع بالمساء و عودة
للبيت وكانها تأقلمت مع هذا النمط و التي لا تحيد عنه ابدا قصار
اسمها رحمة و هي رحمة لوالدتها وبارة باهلها لا تطلب المزيد
فأمنياتها محدودة و تراها كل صباح تعيد ترتيل كل ما حفظته وهي تقوم
باشغال البيت و داومت على هذا الحال حتى خفظت الكثير من كلام الله و
هي البية التي لم تتجاوز السادسة عشر من عمرها ولان دوام الحال من
المحال ولان الدنيا غرارة باهلها فقد كان المنعرج الذي غير مجرى
حياة فتاتنا هو ذاك اليوم من شهر اوت اين وفدت على بيت رحمة
خالتها المغتربة بفرنسا رفقة بنتها المراهقة لتقضيا عطلة بين ربوع
الغابات و تراب البلد الذي ترعرعت به هذه الخالة
*******************
الجمع
اغتبط لوجود الخالة و صلة الرحم فرض وجاب يقدسه اهل البادية ومن
منطلق الحب والاحترام استقبلت الخالة و اقييمت لها الافراح و ابدت
العائلة من غيرها لكبيرها سرورا كبيرا لوجود الضيوف وككل الفتيات
اقتربت رحمة من(صونيا) و هو اسم بنت خالتها صاحبة العشرين ربيعا و
التي تربت هناك ببلاد الجن والملائكة ولا تعرف من تقاليد واعراف
القرية شيئا و بدأت تتصرف و كانها هناك..... انبهرت رحمة لما
راته من ملابس صونيا و حركاتها و ما عندها من حاجات جذابة تأخذ لب
كل من يراها فلا هي رأت بحياتها ادوات التجميل ولا المساحيق ولا
ارتد بيوم جينز ولا تبان قصير ولم تفكر بيوم ان تعري شعرها ولا
زنديها لان هذا بالمعتقد البدوي عار و عيب
وكما
يقال كل ممنوع مرغوب فقد انجذبت رحمة لبريق التمدن الممثل في هذه
البنت القادمة من وراء البحرو الحاملة معها كل انواع الحضارة و
العصرنة كما تبين لهذه الفتاة المسكينة و بدأت لا تفارقها الا لحظة
النوم و بدات تتقاعس عن اداء فروضها و لم تعد ترتل القرآن الا قليلا
و مع مرور الايام نست ماضيها القريب و صارت تتطلع و تتمنى ان تكون
مثل صونيا تقود سيارة و تضع نظارات شمسية و تطلق شعرها على كتفها و
تحمل جوالا تهاتف من تحب في اي وقت و قد اثرت الغريبة في الاصيلة
ووعدتها بامور كثيرة ستعلمها لها و اول ما بدات به هو منحها
جوالا و بدأت تعلمها كيفية استعماله كما كانت تعلمها خفية عن
اهلها كيفية استعمال المساحيق و خلافه
يتبع
موضوع: كل ممنوع مرغوب في قانون العــــــــــــــــــــــــــولمة 
الأحد يوليو 04, 2010 5:56 pm
