السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقلام نبضت بالحنان ، نبضت بالصدق ، نبضت بالمودة ، نبضت بالفكر والاستقامة ، وكما نبضت ونبضت يأتي يوم عليها و تنضب وتنضب فتجف ، حالها كحال بئر عميق الغور سقى الناس سنينا ً لا بل قرون ، سقاهم قبل أن يولدوا ، أبنبتهم قبل أن يبذروا ، وتأتي سنة الحياة ليست كما سنها الله عندما خلق الخلق ، لا بل سنها الإنسان نفسه مهمشا ً كل بوادر الحياة فيه وفيمن حوله .
ولتنضب السعادة ..
فالسعادة كانت نابضة بنبض منجيها وناجيها ومقتبسها والحي فيها ، فكان حياة مستقلة ، عالم مستقل ، ولعله كوكب في كون مستقل لم يعرفه بعد من يظن أن الحياة مقرونة بالظروف ، مقرونة بالتخطيط ، مقرونة بمن يلف سماعاته حول عنقه ، فغور البسمة ونضب السعادة وفتيل حرقة تشتعل في ضلوع انس ٍ نسي معنى الحياة ، نسي ربيع الحياة ، تناسى وتناسى مشتتا ً بكلمة لتجلب اليأس في ربوع القلوب ، لتنضب الحياة ، و يتوقف النبض قبل أن تنتهي الحياة ، تلك كانت زائفة ، تلك حكاية مشتتة ، تلك حياة لاحياة .
ولتنضب الكلمة ..
فجر القلم على الصفحة الوردية بات لا خط له ، جفاف بات ينهش حبره بذئابة ، ويقتل حسه بعذاب ، ليس ميتا ً أبدا ً ، ولكن هاجس ما ليس موجود جعل منه حي وحيد بين مجموعة جثث ، لا فائدة من حياته كحال لا فائدة من مماته ، فمات كما ماتوا ، وانهى حياته كما تهيأ له أنه ماض ٍ الى النضوب .
ولن تنضب الحياة ..
لن تنضب بحس ٍ موجود حتى وإن انتهت ترانيم دقات القلوب ، ولن تنضب مهما بلغ الهشيم من ربوعها آكلا ً لها ، فحياة جمعت لا تفرق ، وحياة ألّفت لا تفرق ، وحياة سطرت الصفات لا تمحوها وان انتهت .
ولن ينضب الأمل ..
لن ينضب أبدا ً ما بقيت الروح روح ، وما بقي النسيم نسيم ، وما بقي في العروق نبض ، ولن ينضب حتى بعد الرحيل ، فان كانت اللقاءات هنا جميلة ، وان كانت في الحياة الآخرة أيضا ً جميلة ، وسيبقى الأمل يذرف من حدقات العيون بصدق ، بوفاء ، بمناجاة عند بئر زمزم للنجاة .
لن تذهب نسمات من ربوع القلوب سدى ، ولن ينتهي فيها الحياة ، ولن ينضب فيها الأمل حتى ان جف القلم ..
أنا وأنتم أولاد اصرار ، أبناء الصدق الأحرار ، ولن أرضى لكم أن ينضب اللقاء وينضب الأمل حتى وإن جف القلم ، ويقيني من الله كحال منغصات الحياة ، كانت تتخللنا باعتصار لترسم على صفحة وجوهنا أعذب البسمات ، هكذا نحن دائما ً وهكذا ما أصر على أن يكون ..