[color:dfcc=#000000]والثاني في 29/11/1947 حين اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يقضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين: عربية, ويهودية, وتدويل منطقة القدس.
[size=16]وبيوم صدور قرار التقسيم سقط القناع الإنساني الكاذب الذي كانت تغطي وجهها به آنذاك القوى العالمية الظافرة بنتائج الحرب العالمية الثانية 1939 - 1945 فما معنى الحرية, وعدم السماح ببقاء البشرية تعاني من أخطار الحروب كما جاء حينها في خطاب ترومان الرئيس الأميركي الذي كان يمثل رأس النظام الغربي الرأسمالي بعد دمار بريطانيا, ثم مامعنى بناء نظام عالمي عادل تتعايش فيه الأمم بنظمها المختلفة طالما أن قراراً ظالماً قد صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة يقضي باحتلال أرض عربية, والقاعدة الجائرة: أرض بلا شعب تعطى لشعب بلا أرض?!
[size=16]وبأبسط محاكمة لهذه المقولة الزائفة, والقاعدة الجائرة ترينا كيف يمكن أن يتشكل شعب بدون أن يكون له أرض تاريخية كان عليها, وكيف يُكّونُ الشعب من أتى من جميع شعوب الأرض?! هل هم شعب أم هم مستوطنون?!
[size=16]ومنذ صدور قرار التقسيم تخصص للعرب الذين يمثلون غالبية مطلقة للسكان على أرض فلسطين مساحة 42% من فلسطين, وللصهاينة الغزاة الفئة القليلة 56% من مساحتها.
[size=16]وهذا ما أدى إلى استمرار الرفض العربي لجميع الأحابيل, والسياسات الرامية - في كل نتيجة إلى احتلال جزء من فلسطين تمهيداً لاحتلالها بالكامل وتطوير مشاريع الاحتلالات الأخرى للأراضي العربية المجاورة وصولاً إلى إسرائيل الكبرى التي وضعت خارطتها من الفرات إلى النيل.
[size=16]وإذا أرجعتنا الذاكرة إلى تاريخ الصراع ضد سياسات استيطان فلسطين منذ صدور وعد بلفور سنجد أن العرب قد كانوا يرون بأم العين أساليب الاستعمار الغربي في التمهيد لاحتلال فلسطين, وكم شهد العام 1918 من مظاهرات احتجاج - كما يجري في العراق اليوم على المعاهدة الأمنية الخطرة مع أميركا - وقد انعقد تحت حماس هذه المظاهرت المؤتمر العربي الذي أكد على أن فلسطين جزء لايتجزأ من سورية حماية لها. وقدم المؤتمر مذكرات وعرائض إلى مؤتمر السلام المزمع انعقاده - وقتئذٍ- في باريس 1919.
[size=16]وماحمله المؤتمر العربي المذكور كان قد أكد على رفض تجزئة الوطن العربي, ورفض فصل فلسطين عن الجغرافيا السورية بل أطلق عليها تسمية: سورية الجنوبية.ودحض دعاوى الصهاينة بالأرض التاريخية, وأرض الميعاد ما اضطر الذين يتوجهون نحو مؤتمر الصلح في عام 1919 إلى إرسال لجنة تتطلع على الحقائق, والأوضاع في المنطقة, وتقدم تقريرها إلى مؤتمر الصلح سميت حينها (لجنة كينغ غراين).
[size=16]ومارأته اللجنة على أرض فلسطين كان مخالفاً لمزاعم من رسموا سايكس بيكو, وصدّروا وعد بلفور, والعرب حينذاك عارفون بمشاريع أوروبا الامبريالية, وخاصة بعد أن فضحت الثورة البلشفية الإشتراكية في 7/10/1917 الوثائق التي كانت في خزائن قيصر روسيا, ومنها سايكس بيكو, وسلمت للعرب هذه المعاهدة حتى لايمنعوا من حق تقرير المصير بالإرادة القومية الخالصة.
[size=16]ومع ذلك لم يتمكن العرب من تجميع جهودهم, فنفذت سايكس بيكو, ووضعوا تحت الإنتداب وهبت رياح الحرب التحريرية في سورية, والعراق, وفلسطين, ولبنان طيلة فترة مابين الحربين, وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية 1945 ونيل بعض الدول العربية استقلالها, كان الاختبار الأصعب لهذا الاستقلال هو كيفية إنقاذ فلسطين من براثن الصهاينة الغزاة.
[size=16]وماسيبقى مدهشاً من العرب في كل تحليل في التاريخ هو إدراكهم للخطورة العالمية التي يواجهونها في حقب التاريخ وعدم قيامهم بالتكتل المطلوب مثلما حدث الحال عليه بالتاريخ القديم لهم, فلماذا التاريخ الحديث فكّك اللحمة, ونزع اللاحم حتى تتمكن الصهيونية من استيطان أكثر من مئة ألف مستوطن عام 1947?!
[size=16]وقد كان معروفاً أن العرب سيكونون الخاسرين الأكبر من نتائج الحرب العالمية الثانية مثلما كان الحال عليه بنتائج الحرب العالمية الأولى, رغم أنهم قد مارسوا ماكان يسمى بالتحالفات اللازمة, لكنهم كانوا ومازالوا على خارطة التفكيك الدائم باعتبار أن وحدتهم لن يسمح بها لما تشكله من وضع جيو استراتيجي سيعيق المشاريع الأمر وصهيونية في المنطقة.
[size=16]وعليه فقد تم دعم دولة العدوان إسرائيل لتشن الحرب على العرب من عام 1956 إلى 1967 إلى 1982 إلى 1996 إلى 2006 آخر الحروب العدوانية, وتم دعمها لكي تتفلّت من القرارات الدولية ذات الصلة بالصراع العربي ضد الصهيونية وكيانها العنصري حتى بدت سياسة الغطرسة الصهيونية هي المميّز الأهم لكيان العدوان. فمنذ مجازرهم - أي الصهاينة - في دير ياسين وغيرها من قرى فلسطين في نيسان 1948 (حين أعلنت بريطانيا عن رغبتها في إنهاء انتدابها على فلسطين تمكيناً للصهاينة من احتلالها عام 1948 في 15 أيار) حتى اليوم في حصار غزّة الظالم تقدم إسرائيل النموذج العنصري الأسوأ من أي كيان استيطاني عرفته الشعوب.
[size=16]لقد كان في تاريخ العرب أن صلاح الدين حين عرف بمرض قائد حملة الفرنجة أرسل له من يعالجه. وهاهي إسرائيل العنصرية تمنع العلاج عن شيوخ غزة, وأطفالها ليموتوا. وتصف (كارين أبو زيد) المفوضة العامة للأونروا أن هذا الشهر هو الأشد من ناحية الخسائر البشرية منذ ثمانية أعوام بسبب إغلاق المعابر.
[size=16]ومع ذلك يضطر مسؤول من وزارة الحرب الإسرائيلية (عاموس جلعاد) للتصريح لصحيفة جيروزاليم بوست أن إسرائيل تواصل محاولتها قهر غزة بالحصار نظراً لفشل الوسائل العسكرية الإسرائيلية. فالعمليات العسكرية لن تحلّ المشكلات من المنطقة, وعلينا - كما قال - أن نجد الحل الذي يعطي النتائج الأنجع.
[size=16]وبوقفة تحليلية عند تصريح العنصري الصهيوني جلعاد نتوصل إلى إقرار إسرائيلي أن الحرب, والوسائل العسكرية لم تعد حلاً للمشكلات التي تواجهها إسرائيل في صراعها مع العرب. وهذا يعني أن المقاومة بكافة عواملها قد فرضت على الأرض حقائٍق جديدة وهي بلا شك في مصلحة العرب. وإذا كانت إسرائيل تقر بأنها لم تعد الأقوى في غطرسة الحرب ألا يدعونا هذا الإقرار-نحن العرب-لكي نتجمّع, ونفرض فك الحصار وقد سبقتنا إلى هذا مراكب الحرية من نشطاء الحرية وحقوق الإنسان?! ثم إذا كانت إسرائيل -عسكرياً- لم تعد القوة التي تفرض شروطها على الأرض فما الذي يخيفنا منها ومقاومتنا ظافرة, والعالم يوماً بعد يوم يتحول إلى صالحنا?!
[size=16]إن الرهان الحقيقي في انتزاع حقوقنا ليس بانتظار إدارة أوباما, ولابمجيء هيلاري كلينتون, أو جيمس جونز , الحل هو بالتداعي العربي المؤسساتي, وضبط إيقاع العمل العربي المشترك على مستلزمات فك الحصار وتحرير الأرض, وانتزاع الحقوق, وحين يرى العالم الكتلة العربية, سيقوم بالضغط اللازم على إسرائيل الصهيونية
موضوع: فلسطين .. من التقسيم إلى الحصار 
السبت يوليو 03, 2010 9:44 pm
