( ويأبى الله إلا أن يتم نوره )</SPAN> </SPAN>قصة فشل تحالف الصليبيين، مع الصفويين، والهندوس، والأحباش </SPAN>
لسحق الإسلام، </SPAN>في القرن السادس عشـر</SPAN>
أحمد الظرافي</SPAN>
ترتب على سقوط القسطنطينية في يد العثمانيين عام 1453، وتوغلهم في البلقان، انفجار براكين الغضب والحقد الديني، في نفوس المسيحيين الأوروبيين تجاه المسلمين، وخاصة لدى البابوية ..</SPAN>
وتحت ضغوط المشاعر العدوانية الملتهبة والمشوبة بالخوف الذي أثاره التهديد العثماني الزاحف على أوروبا من الغرب، أخذ البابا وقادة الممالك الأوروبية، وزعماء الكنيسة الكاثوليكية، يفكرون ليس فقط في كيفية نقل المعركة بعيدا عن ديارهم، وإنما أيضا في كيفية توجيه رد صاعق للمسلمين في قلب بلادهم، وفي عقر دارهم، من حيث لا يحتسبون.</SPAN>
أسبقية البرتغاليين في التحرك</SPAN>
ولم يكن أمام الممالك والقوى الصليبية المتحفزة آنذاك – وعلى رأسها البرتغال وأسٍبانيا - سوى وسيلة واحدة لذلك، وهي: المغامرة وركوب الأمواج العاتية والانطلاق عبر البحار والمحيطات، وصولا إلى الشرق،</SPAN> حيث الإسلام عدوهم اللدود، وذلك عن طريق آخر غير الطريق البحري الذي يسيطر عليه المسلمون ( طريق البحر المتوسط ).
وكان البرتغاليون هم الذين سبقوا الجميع، وأعلنوا الاستعداد للتحرك عبر البحار للوصول إلى الهند وإلى قلب ديار المسلمين منذ منتصف القرن الخامس عشر الميلادي ، التاسع الهجري. </SPAN>
وما لبث البرتغاليون حتى انطلقوا إلى هدفهم مشبعين بالحقد والكراهية، ومزودين بصكوك الغفران وببركات البابا، التي رفعت طاقاتهم المعنوية إلى ذروتها، وزادت من تعصبهم المحموم، ومن نزوعهم الإجرامي، وأغرتهم أكثر فأكثر للمخاطرة بأرواحهم، لتحقيق الهدف المقدس الذي أوكل إليهم تحقيقه، وهو تصفية الحساب وبشكل نهائي مع الإسلام، بتوجيه ضربة قاتلة إليه من الخلف، والعمل على سحقه، مستفيدين من الفارق التقاني الذي تحصلوا عليه.</SPAN>
ومن هنا فقد كانت أساطيلهم ترفع شعارا مكونا من ثلاث كلمات, الإنجيل والمجد والذهب.</SPAN>
وفي سبيل تحقيق هذا المخطط الصليبي الخبيث - وهو ضرب الإسلام في مهده - لم يكتف البرتغاليون بالاعتماد فقط على أساطيلهم ومدافعهم وأسلحتهم النارية المتطورة، وعلى روح المغامرة والحماس الديني لدى قراصنتهم المتوحشين الهمجيين، وإنما عمدوا إلى التحالف مع ثلاث قوى أساسية في المنطقة المحيطة بالعالم الإسلامي، وهي: دولة فيجاياناجار الهندوسية في الهند، والدولة اليعقوبية في الحبشة، والدولة الصفوية الشيعية في إيران.</SPAN>
التحالف البرتغالي الحبشي</SPAN>
كما تحالف البرتغاليون مع الدولة اليعقوبية في الحبشة، واستغلوا الأحباش اليعاقبة، في أثيوبيا، لتوطيد نفوذهم في القرن الأفريقي وشرق أفريقيا وفي البحر الأحمر، وجزر دهلك، المقابلة لميناء جدة، الذي يريدون العبور إليه تمهيدا للوصول إلى مكة والمدينة وتخريبهما. فقد وحد الدين المسيحي بينهم رغم الفوارق المذهبية الكبيرة، بينهم، فالأحباش يعاقبة أرثوذكس، والبرتغاليون صليبيون كاثوليك. </SPAN>
وفي خطاباته لملك البرتغال ومحاوراته مع السفير البرتغالي ركز نجاشي الحبشة على ما يلي: </SPAN>
1- حث ملك البرتغال على أن يواصل الحرب ضد المسلمين حتى يتم القضاء عليهم نهائيا، وحتى يتم الاستيلاء على بيت المقدس. </SPAN>
2- الطلب إلى البرتغاليين بأن يقدموا كل معونة ومساعدة له حتى يتمكن من الوقوف أمام القوى الإسلامية المحيطة به. </SPAN>
3- الطلب إليهم أيضا إرسال الخبراء والفنيين لمساعدته في تطوير بلاده وفي صنع الأسلحة لمحاربة المسلمين.</SPAN>
</SPAN>4- رأى النجاشي أنه يجب على دول أوروبا أن تتعاون معا في إرسال قواتها إلى البحر الأحمر مع البرتغاليين وأن يقوموا بمساعدة القوات الحبشية في الاستيلاء على جدة ومكة والقاهرة وغيرها من المدن الإسلامية. ولكن هذا الاقتراح لم يعجب البرتغاليين. </SPAN>
التحالف البرتغالي الهندوسي</SPAN>
تحالف البرتغاليون مع دولة فيجاياناجار الهندوسية في الهند فاستغلوا الهندوس لتوطيد وجودهم وإقامة قواعد ثابتة لهم في سواحل الهند ( الإسلامية ) ، وخاصة دولة فيجاياناجار، التي كانت تناصب المسلمين العداء، وتجمعها مع الصليبيين نزعة القتال ضدهم، والتي – من ثم - بارك سلاطينها وجود البرتغاليين، وأقاموا معهم أطيب العلاقات. وكانت هذه الدولة أقوى الدول الهندوسية، وأشدها عداء وكرها للإسلام. وكانت الحروب بينها وبين الإمارات الإسلامية المجاورة لها في الدكن، لا تتوقف.</SPAN>
وهكذا وصلت الأساطيل البرتغالية الصليبية إلى الهند في أواخر القرن الخامس عشر، واتخذت لها مراكز ثابتة للهند التي راحت سفنها تنطلق منها للانقضاض على سواحل المسلمين، وإغراق سفن الحجاج في البحر، ومهاجمة السفن الإسلامية والشرقية بلا هوادة. وخلال سنوات 1502- 1507 قام فاسكو دي غاما ودالبوكركي وغيرهما من مشاهير الأميرالات البرتغاليين باجتياح شواطىء المحيط الهندي فاستولوا على السفن التجارية وأحرقوها بمن عليها من الحجاج المسلمين، فقتل المئات وتشوه الآلاف. كان البرتغاليون يجدعون أنوف السبايا من النساء دون رحمة، أما الرجال فكانوا يجدعون أنوفهم ويبترون أيديهم اليمنى.</SPAN>
التحالف البرتغالي الصفوي</SPAN>
وهو التحالف الأكثر خطورة والأكثر ضررا بالمسلمين لأن الصفويين لم يكونوا يتربعون على عرش إمارة صغيرة، وإنما كانوا يحكمون إمبراطورية مترامية الإطراف تمتد من جبال طورا بورا في قندهار إلى هجر والقطيف في شرق جزيرة العرب، مرورا بإيران في حدودها الحالية كلها، وأذربيجان وأرمينيا والعراق. وكانوا شديدو العداء لأهل السنة، وكل ما يرمز لهم. ومن هنا جاء تحالفهم مع البرتغاليين والقوى الصليبية الأخرى على الرغم من مخططاتهم الشريرة ضد الإسلام وضد الحرمين الشريفين. </SPAN>
وقد عمل الصفويون بكل حماس لتسهيل مهمة الأساطيل البرتغالية في دخول الخليج الفارسي، التي كانت تقتل المسلمين دون رحمة فتقطع الأيدي وتجدع الأوف وتغرق سفن الحجاج، وأيضا تسهيل مهمتهم في السيطرة على مضيق هرمز، والتحكم بمصير خط التجارة المار بالبصرة – بغداد – حلب إلى الموانئ الشامية. مقابل تعهد البرتغاليين بمساعدة الصفويين في حروبهم ضد العثمانيين، وفي القضاء على حركات المقاومة ( السنية ) التي كانت لا تزال تكافح من أجل البقاء، داخل إيران، وأيضا في إعانتهم في تحقيق طموحهم في الاستيلاء على الحجاز ومصر والشام، بعد أن كانوا قد سيطروا على بغداد في عام 1508 وفعلوا فيها الأفاعيل. </SPAN>
وبفضل تحالفهم مع الشاه إسماعيل الصفوي ثم ابنه طمهاسب نجح البرتغاليون في السيطرة التامة على تجارة الخليج وعلى حركة الملاحة فيه منذ أن نجح البوكيرك في الاستيلاء على هرمز في أواخر سنة 1507، وبصفة خاصة منذ أن دعم نفوذه هناك سنة 1515 بعقد معاهدة التحالف بينه وبين الشاه الذي تنازل بمقتضى هذه المعاهدة عن سيادته الاسمية على هرمز للبرتغاليين. "ومنذ ذلك الوقت أخذت مراكب الفرنجة التي تقل البرتغاليين تجوب مياه الخليج الفارسي دون أي عقبات.</SPAN>
وفي الحقيقة أن القوة الإسلامية الوحيدة التي كان البرتغاليون يحسبون حسابها هي قوة العثمانيين، لذلك ربما أرادوا من وراء تحالفهم مع الصفويين أن يوجهوا للدولة العثمانية من خلالهم، طعنة نجلاء في خاصرتها، تحول بينهم وبين مواصلة فتوحاتهم في شرق أوروبا من جهة وبين التحرك لمواجهتهم في البحار والمحيطات الجنوبية، من جهة أخرى.</SPAN>
يقول الدكتور محمد عبد اللطيف هريدي في كتابه ( الحروب العثمانية الفارسية ص 70): «وهكذا بدلا من أن يضع الصفويون يدهم في يد العثمانيين لحماية الحرمين الشريفين من التهديد البرتغالي، ولتطهير البحار الإسلامية منهم وضعوا أنفسهم في خدمة الأسطول البرتغالي، لطعن الدولة العثمانية من الخلف، ورغم انتصار العثمانيين عليهم؛ فإن الحروب معهم كانت استنزافا لجهود العثمانيين على الساحة الأوروبية، وعرقلة للفتوح الإسلامية»</SPAN> </SPAN>
</SPAN>
الحرمان الشريفان في خطر</SPAN>
وكان من أخطر الخطط الصليبية، وأكثرها إسرافا في الحقد والعدوانية والوحشية، هي خطتهم لغزو الأماكن المقدسة في الحجاز. إذ كان البرتغاليون مندفعين بكل عنفوان وتصميم، لدخول مياه البحر الأحمر، للوصول إلى ميناء جدة، ومن ثم الزحف برا إلى مكة والمدينة، لتدمير الحرمين الشريفين، ونبش قبر الرسول صلى الله عليه وسلم. </SPAN>
وتمهيدا لتنفيذ خطتهم في غزو الأماكن المقدسة في مكة والمدينة – وبعد أن ثبتوا أقدامهم على سواحل الهند، وسواحل شرق أفريقيا، وأقاموا قواعد ثابتة لهم هناك – شرع البرتغاليون منذ العام 1505 لإرسال الحملات للسيطرة على مفاتيح البحر الأحمر، والخليج الفارسي، والبحر العربي مثل عدن وهرمز والشحر وملقا، واحتلال نقاط ارتكاز لتحركاتهم على طول الخط التجاري، وتدعيمها بالقلاع اللازمة لحمايتها. تلاها حملة ثانية عام 1506 . </SPAN>
وفي عام 1507 كان بدء ظهورهم في الخليج الفارسي، واستولوا على هرمز وتبع ذلك احتلالهم لعدة مناطق كالبحرين والبصرة ومسقط ، وأنشئوا لهم القلاع المحصنة،</SPAN> والحاميات العسكرية، التي كانوا ينطلقون منها لفرض سياسة القهر والتنكيل والعسف المبالغ فيه، عبر استخدام القوة المفرطة، </SPAN>ضد المسلمين.</SPAN>
العثمانيـون ينهضون</SPAN>
كان اهتمام السلاطين العثمانيين كله موجها إلى أوروبا. ولم يبد السلطان العثماني رد فعل تجاه الدولة الصفوية عندما نشأت هذه الدولة في إيران لأن العثمانيين لم يكونوا عدائيين تجاه جيرانهم المسلمين. ولم يكن لهم من غاية سوى اكتساح شرق أوروبا والوصول إلى فينا عاصمة الإمبراطورية النمساوية. وكانت خطة السلطان سليم الأول هي أن يستولي على هذه العاصمة ومن ثم الزحف بعد ذلك لاستعادة الأندلس، الفردوس المفقود، التي لم يكن قد مضى على سقوطها في يد الأسبان الكاثوليك، عشية توليه مقاليد الدولة العثمانية سنة 1512م، سوى عشرين عاما. وسعيا وراء هذا الهدف أصدر أوامره للقوات البحرية العثمانية بأن تصنع مائة سفينة حربية، وأن تجهز العتاد والمعدات العسكرية وأكثرها كفاءة. لكنه عدل عن هذا المشروع الضخم بعد تحالف الصفويين مع البرتغاليين، ودعمهم للشيعة في الأناضول للثورة ضد العثمانيين، لإسقاط هذه الدولة الفتية من الداخل وفي نفس الوقت وصول الأساطيل البرتغالية الغازية إلى الهند وإلى البحر العربي والبحر الأحمر وتهديدها للحرمين الشريفين. </SPAN></SPAN>
ومنذ بداية الأمر كان العثمانيون أوعى بالتهديد البرتغالي الصليبي المتزايد في المحيط الهندي، ولكن كانت هناك قيود تكتفهم وتحول بينهم وبين التحرك والتدخل المباشر لمجابهة البرتغاليين، في المحيط الهندي، ومن ذلك أن إستراتيجية العثمانيين كانت هي مواصلة الفتوح غربا. ووفقا لهذه الإستراتيجية فقد كانت جيوشهم متواجدة في البلقان وشرق أوروبا، وكانت ملتحمة في معارك ضارية مع الصليبية الأرثوذكسية بقيادة آل هابسبورج، حكام الإمبراطورية النمساوية. وكذلك وجود الدولة الصفوية الشيعية في بلاد إيران على تخوم دولتهم، والتي كانت تشكل حدا فاصلا بينهم وبين بقية المسلمين في الشرق، وليس ذلك فقط إنما أيضا تكشيرها عن أنياب العداء لهم، بشكل خاص، ولأهل السنة بشكل عام، وضلوعها في العمل ضدهم، وتحريكها للفتن المذهبية داخل بلادهم ( أعنفها فتنة شاه قولي في الأناضول عام 1511). </SPAN>
ومع كل ذلك، فلم يتهرب العثمانيون من واجب التصدي للبرتغاليين، فقدموا كل مساعدة ممكنة للدولة المملوكية في مصر - التي كان البرتغاليون يصولون ويجولون على سواحلها وأطرافها</SPAN> - من سفن ومدافع وأخشاب وبارود، ومن ضباط للبحرية للإشراف على السفن المملوكية.</SPAN>
وبعد أن ثبت عدم قدرة المماليك سلاطين مصر والشام، على التصدي للخطر البرتغالي في البحار الإسلامية الجنوبية، وعلاقتهم المشبوهة مع الدولة الصفوية الشيعية التي كانت تتأمر مع البرتغاليين ضد الدولة العثمانية، وعظ المماليك لليد العثمانية التي ما قصرت لحظة في دعمهم، </SPAN>رأى السلطان العثماني سليم الأول أنه لا بد أن يتحرك قبل فوات الأوان. فأسرع بسحب الجيوش العثمانية التي كانت متواجدة في البلقان وشرق أوروبا، للزحف نحو الشرق. </SPAN></SPAN>
وفي عام 1514، تقدم السلطان سليم الأول ( الرهيب) على رأس جيشه نحو إيران، فكسر أنياب الغول الصفوي الشيعي، وقلم أظافره في جالديران، وقذف بمن تبقى منهم إلى ما وراء تبريز. </SPAN>
وبعد عامين استأنف التحرك نحو بلاد الشام فسحق قوات المماليك في مرج دابق ( سنة 1516 ) وفتح بلاد الشام ومصر، وشنق آخر المماليك، وأصبح وجها لوجه أمام البرتغاليين. وقد استقبل السلطان سليم الأول حين كان في القاهرة مبعوثين عربا من قبل شريف مكة قدموا له مفاتيح المدينة المقدسة ولقب حامي الحرمين الشريفين. وكان ذلك إيذانا بتحميله مسئولية حماية الحرمين الشريفين، وقيادته للمسلمين. </SPAN>
وبعد أن رتب السلطان سليم الأول أمر حماية الحرمين الشريفين، بإقامة حامية عثمانية دائمة في ميناء جدة، وأمن طريق الحجاج، وعين الولاة لمصر والشام. عاد أدراجه إلى اسطنبول، وكان في نيته توجيه حملة بحرية إلى الهند، لضرب قواعد البرتغاليين هناك، ولكن وافاه الأجل بصورة مباغتة عام 1520عن واحد وخمسين عاما. فكان على أبنه السلطان سليمان الأول القانوني (1520-1566) أن يواصل رفع راية الجهاد ضد الصليبيين والصفويين.</SPAN>
سليمان القانوني وذروة المجد العثماني</SPAN>
وحين تولى سليمان القانوني الخلافة طور الأسطول العثماني حتى صار أفضل أسطول في البحر المتوسط، وفي ذلك الوقت كانت الموانئ الإسلامية في شمال أفريقيا مثل طرابلس وتونس ووهران، تتعرض لأشد الحملات الصليبية عدوانية من قبل الأساطيل الأسبانية والبرتغالية. فكان الأسطول العثماني جاهزا للتدخل لنجدتها، ومساعدة أهلها، الذين لم يكونوا أقل غيرة وحمية للدفاع عن دينهم وبلادهم من العثمانيين ولكن تنقصهم الإمكانيات. </SPAN>
وعلاوة على ذلك نجح السلطان سليمان القانوني في استئناف الفتوحات في شرقي أوروبا، </SPAN>فاستولى على بلجراد سنة (927 هـ= 1521م)، وحاصر فيينا - عاصمة إمبراطورية النمسا- سنة (935 هـ= 1529م) لكنه لم يفلح في فتحها، وأعاد الكَرّة مرة أخرى، ولم يكن نصيبها أفضل من الأولى، وضم إلى دولته أجزاء من المجر بما فيها عاصمتها "بودا"، وجعلها ولاية عثمانية. وفي عهده عاد الصفويون لرفع راية العصيان والتحرش بالعثمانيين ومشاغلتهم في عقر دارهم مما أضطر السلطان إلى تجميد الفتوحات في هذه الجبهة مرة أخرى لكي يتفرغ لمقارعة الدولة الصفوية التي لم تكن توجه قوتها وأسلحتها سوى ضد المسلمين. </SPAN></SPAN>
وبين عامي 1533 و 1553 تعرضت لدولة الصفوية الشيعية في إيران لأربع حملات من جانب العثمانيين، وهم في أوج سلطانهم زمن السلطان سليمان القانوني. توجت أولى تلك الحملات بتحرير بغداد من سيطرة الصفويين، الذين كانوا قد ارتكبوا المجازر المروعة ضد أهلها السنة ( كما يفعل فيلق بدر وجيش المهدي اليوم )، وبضم العراق إلى الدولة العثمانية، وبتحجيم الصفويين وإبقائهم داخل إيران، وكف أذاهم عن المسلمين ( السنة ). </SPAN>
وفي حين تكفل المغول المسلمون الذين قدموا من آسيا الوسطى، بالقضاء على مملكة فيجايانجار الهندوسية، وتكفل الصوماليون والعرب في الجهاد ضد مملكة أكسوم الحبشية، أخذ العثمانيون يناضلون ضد البرتغاليين في المحيط الهندي، وقامت القوات البحرية العثمانية بأربع حملات بحرية كبرى لتأديب البرتغاليين في المحيط الهندي، كانت الأولى عام 1538م، وكانت نتائجها: الاستيلاء على عدن وأجزاء من اليمن، ومحاصرة قلعة ديو في الهند، والثانية عام 1551م، والثالثة عام 1552، والرابعة في عام 1557 وانتهت بتدمير اَلْأُسْطُول البرتغالي في شرقي أفريقيا، وتأسيس ولاية الحبش العثمانية. </SPAN>
وتأتي أهمية هذه الحملات إلى أهمية مضيق باب المندب وسواحل البحر الأحمر بالنسبة للإستراتيجية العثمانية لحماية الحرمين الشريفين. ومن خلال هذه الحملات البحرية نجح العثمانيون في إقفال مضيق باب المندب نهائيا في وجه الأساطيل الأوروبية, وتحويل البحر الأحمر إلى بحيرة إسلامية ( عثمانية )، يحظر الإبحار فيها إلا للأسطول العثماني، وبذلك أمنوا الحرمين الشريفين من الصليبيين، واستمر الحال كذلك حوالي أربعة قرون. </SPAN>
وهكذا فشلت كل التحالفات الخبيثة التي قصد من وراءها ضرب الإسلام والإجهاز عليه وكان الإسلام ممثلا في دولة الخلافة العثمانية هو المنتصر..وسيكون الإسلام هو المنتصر في الحرب العدوانية الحالية التي تشنها أمريكا وحلف شمال الأطلسي عليه – إن شاء الله - !! </SPAN></SPAN>