المرأة الــ 600 في حياتي

المرأة الــ 600 في حياتي

فيعام 1953 ميلادي ولد الكاتب والشاعر " روبرت هتشينز "
صاحب الكلمات العذبة والرقيقة ، عاشق القلم والوحدة والجمال ، ولد في قرية صغيرة مع أمه وقد توفي والده قبل ولادته بأيام وكان لا يتجاوز العشرين من عمره وكان يعمل في الصباح مع عمه في المكتبة من أجل مساعدة أمه التي كانت تعمل في حيكة الملابس وخياطتها وفي المساءكان يذهب إلي وسط القرية بين الناس وكان يلقي بعض القصائد والخواطر والقصص التي كتابها وكان الناس عندما يسمعون صوته وتلك الكلمات يجتمعون عليه من جمال تلكالكلمات والصوت الذي كان يتمتع به وعندما ينتهي كانوا الناس يصفقون له ثم يضعون لها المال أمامه .
وكان يترك المال ويجلس تحت الشجرة ويكتب رسائل الحب للجميع الناس ، وكان هناك من يطلب منه كتابة له رسالة إلي صديق والأخر إلي حبيبته وكان يكتب لهم كل مايردون وكانت كلماته تغني لها العصافير وكانوا الناس ينظرون إلي وجهة والابتسامة تملا محياه وهكذا حتى تغيب الشمس ثم يعود إلي بيته وفي كل يوم


يأتي إلي نفس المكان ويلقى على الناس تلك القصائد وتلك الكلمات ،




وفي أحدي الأيام كان يسمع الناس بعض من قصائده بصوته الهادي الجميل وكانت الأميرة " كار لين " أبنت الملك في وسط السوق تتجول فيه وعندما كانت تشتري بعض الأشياء سمعت صوت " روبرتهتشينز " وهو يلقى قصائده اقتربت منه ووقفت خلف الناس تستمع إلي تلك الكلمات وتنظر إليه حتى جاءت عينا ه في عينا الأميرة " كار لين " وكانت النظرة الأولى بينهما وكانت الأميرة ذات سحر وجمال فتوقف عن الكلام وأصبح ينظر إلي الأميرة وهي تبتسم وتنظر إليه فوجد روبرت يقول كلمات لأول مرة يقولها وكانوا الناس إليه يستمعون ، نظرإليها ثم قال :





سيدةالجـمـــــال




يالها من روعــــــــة وجمال

يا لها من ابتسامة يرتاح لها البال

يا لها ويا لها ويالها

من وصف فاق كل توقع وخيال

يا لها من كلمات .. ويا لها من نظرات

تجعلك بنظرتها




تقف تتأمل وتقول..





من أي السيدات هي ..





من أي الجميلات هي ..





هل هي من البشر .. لا هذا موحال





هل هي أميرة مبعوثة من القمر





لا بل سيدة وملكة الجمال





يا لها من روعـــــة ورقــــة وجمال





يا لها .. و يا له من مساءً سوف أخالدهُ في قلبي ولا يُزال .





وبعد أن توقف " روبرت " نظر إلي الأميرة طويلاً وهي تنظر إليه ثم شق طريقة بين الناس حتى وقف أمام الأميرة وأصبح ينظر إليها وفي عينها حتى مسك يدها وقبلها ثم ابتسمت الأميرة وغادرت وتلك المشاعر والأحاسيس تملأ المكان ..



وغادر " روبرت هتشينز " إلي بيته وهو ينظر إلي يده ويتخيل ذاك الجمال حتى وصل ودخل غرفته ووضع رأسه على الوسادة وهو ينظر سقف غرفته ويبتسم .
وفي كل يوم كان يلقي فيه قصائده والقصص ،طلبت الأميرة " كار لين "
الحديث مع " روبرت " وهكذا حتى أصبحت هناك علاقة حب بينهما وفي أحدي الأيام دخل مرض معدي خطير القرية وكانوا
عديد الناس قد أصيبوا به ومن بينهم الأميرة " كارلين " فطلب أبيها الملك إحضار جميع الأطباء الموجودين في المدينة وكان من بينهم الدكتور " هكتور " من أفضل الأطباء المتخصصين وفعلاً قام بفحص الأميرة وعلاجها من المرض المعدي وفي كل يوم كان يأتي فيه الدكتور " هكتور " يزداد إعجابه بالأميرة حتى طلب يدها من ولدها الملك ولكن الأميرة كانت تتذكر " روبرت " والحب الذي بينها وازدد طلب الدكتور حتى قال : الملك لابنته أعلم بأنك تحبين روبرت هتشينز ولكنه فقير لايملك أي شيء من أجل مستقبل أفضل وبعد مرور أيام وفقت الأميرة بزواج من الدكتور فعلم روبرت بهذا الخبر وحاول أن يراى الأميرة لكي يتحدث معها ولكنها كانت تهرب من المواجهة معه وأصبح يحضر كل يوم بالقرب من القصر ويجلس على كرسي الموجود في حديقة القصر المقابل نافذة الأميرة حتى غروب الشمس ثم يعود وهكذا كل يوم كان يجلس في نفس المكان حتى جاء يوم زفاف الأميرة من الدكتور " هكتور " ومرت الأيام والشهور والسنوات حتى أصبح للأميرة أولاد ومازال على حاله لم يتزوج بعد وقد مضى قرابة العشرين عام على العلاقة التي كانت بينهما ولاحظت أمه بأن أبنها يزداد حاله سؤاً بعد إن دخل في عمر الأربعون ولم تدخل في قلبه امرأة حتى قامت أمه بجلب الفتيات إليه وتعريفهن عليه وبالفعل أصبح له عديد العلاقات مع الفتيات وفي كل مكان كان يذهب إليه كان يجد فيه المعجبات به صغاراً وكباراً وعملت الأميرة بأنه لم يتزوج حتى بعد زواجها .
وبعد إن دخل عمره في سن الخامسة والخمسون مازال يذهب إلى نفس المكان الذي تعرف فيه على الأميرة حتى في أحدي الأيام ذهبت أمه إلى عمه تشكو إليه حال أبنها الذي لم يتزوج بعد ومرت الأيام والشهور والسنوات ولم ينسى " روبرت هتشينز " المكان والأميرة وتلك الأيام وفي احدي المرات التي كان يقف فيها أمام قصر الأميرة وهو ينظر إلى نافذتها المغلقة تبعه عمه ووقف بجانبه وسأله إلى ماذا تنظر وماذا تنتظر؟!
قال : " روبرتهتشينز " انظر إلى ذلك الماضي الجميل وانتظر موت ذلك الرجل ، وفي أحدي الأيام بينما كان مع عمه في المكتبة يجلس وهو يكتب رسائل الحب لفتاة تقف إمامه فقامت هذه الفتاةالمعجبة به بطرح سؤال عليه وقالت له كم امرأة في حياتك قال : لها أنتِ المرأة الــ 600 في حياتي ولكن في قلبي امرأة واحده انتظر موت زوجها ، وفي احدي الأيام بينما كان يرتب بعض الكتب في المكتبة سمع صوت جرس القرية يدق قفز من على السلم والابتسامة على وجهه سأله عمه مآبك وما سبب هذه الفرحة قال : " روبرت "
لقد مات لقد مات قال عمه من الذي مات قال : روبرت ذلك الرجل وخرج يركض مسرعاً اتجاه قصر الدكتور " هكتور " زوج الأميرة كار لين فوجد الناس أمام القصر يجتمعون والعزاء لموت الدكتور يقدمون دخل روبرت والابتسامة لا تفارقه فوقف أمام الأميرة ونظر إليها طويلاً ثم نظر إلى عيناها وقال لها " أحبك "

فطردته الأميرة من القصر وغادر المكان ولم يهتم لما قالت له ، وعاد إلى بيته ودخل غرفته وصار يكتب رسائل الحب من جديد إليها وعندما كانت تصل الرسائل إلى الأميرة كانت تمزقها وترمى بها خارج القصر وهكذا حتى كتب تلك الرسالة التي أوصالها إليها ووقف إمامها وهو يقول لها تلك الكلمات ، لا أعرف سيدتي ما مدى الحزن الذي يمتلك قلبكِ الذي يحمل في جنباته الحب والبراءة . ليتك ترمين صفحات الماضي وراء ظهركِ وتقبلين على الحياة بكل لهفة ، فأنا مثلكِ تكتنف نفسي مشاعرالحزن ،
نعم ! فالحياة دونك صحراء لا حياة فيها ، تنتابها الرتابة والكآبة ، فأنتِ واحتي التي أستظل بها . على الرغم من الشيب الذي في رأسي وعكازي إلا أننا مازالت أحمل لكِ ذلك الحب وتلك الذكريات الجميلة ، فأرجوكِ أقبلي طلب رجل عجوز دخل في عمر الستين ولم يتزوج بعد وكان ينتظر هذا اليوم
وبالفعل تزوج من الأميرة وطلب منها إن تذهب معه في رحلة على سفينة وعندما صعد معها على ظهر السفينة طلب من مالك السفينة بأن يبيع له سفينته وينزل كل من عليها وبعد إن قبل مالك السفينة ببيعها سافر بها مع الأميرة وبعد إن وصلت السفينة منتصف البحر توقفت وخارجا على ظهرها وأصبح ينظر معها إلى غروب الشمس وقال روبرت للأميرة هل تعلمين بان السفينة قد تعطلت قالت نعم ، قالت الأميرة هل هذا ما كنت تريد هل هذا يكفيك ، قال : تكفيني ابتساماتك لتكون أملاً في حياتي التي لم تعرف الحب إلا بكِ .


ويكفيني بأن نموت معنا ويدي تمسك بيدكِ .

وبعد مرور عدة سنوات تم العثور على السفينة وعلى روبرت والأميرة ميتان .
فأتم دفأنهما في قبر واحد