pppp
مشرف
عدد المساهمات : 475
نقاط : 1277
تاريخ التسجيل : 16/06/2010
 |  موضوع: اعظم شخصيه  الخميس يونيو 24, 2010 6:20 pm | |
| الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
أحبتي الكرام , هأنا أعاود معكم الكرة , لنعيش ثانية مع سيد رجال التاريخ , وسيد شخصيات الأرض , محمد صلى الله عليه وسلم .
لنعيش مع خلقه وأخلاقه , وشمائلة وصفاته , لنعيش لحظات مع جمال هيئته , وجلال هيبته , وحسن شمائله ,,, فهو كما قال الفرزدق :
سهل الخليقة لا تخشى بوادره ****** يزينه اثنان حسن الخلق والشيم
- أما عن هيئته عليه الصلاة والسلام ,فعن أي هيئة نتكلم , عن ملك في هيئة بشر , وجمال في هيكل إنسان .
فقد كان عليه الصلاة والسلام أجمل الناس , وأكمل الناس خلقا وهيئة , ظاهر الوضاءة, أبلج الوجه ,حسن الخلق , وسيم قسيم , في عينيه دعج , وفي أشفاره وطف(أي في شعر أجفانه طول) , وفي صوته صحل (اي بحة وخشونه) , وفي عنقه سطع (اي طول) أحور أكحل أزج (ازج اي الحاجب الرقيق الطويل), شديد سواد الشعر , إذا صمت علاه الوقار , وإذا تكلم علاه البهاء , أجمل الناس وأبهاهم من بعيد , وأحسنهم وأحلاهم من قريب , حلو المنطق , فضل, كأن منطقه خرزات نظمن يتحدرن , ربعة , لا تقحمه عين من قصر , ولا تشنؤه من طول , لم يكن بالطول الممغط , ولا بالقصيرالمتردد , لم يكن بالجعد القطط , ولا بالسبط , وكان في وجهه تدوير , أبيض الوجه مشرب بحمرة , أدعج العينين , أهدب الأشفار , جليل المشاش والكتد ( أي عظيم المفاصل ,مفاصل الكتف والمرفق والركبتين), إذا مشى تقلع ,كأنما يمشي من صبب , وإذا التفت التفت معا , بين كتفيه خاتم النبوة , من رآه بديهة هابه , ومن خالطه معرفة أحبه .
قال أبو الطفيل رضي الله عنه " كان أبيض , مليح الوجه , مقصدا "
وقال أنس رضي الله عنه " كان بسط الكفين , أزهر اللون , ليس بالأبيض الأمهق , ولا بالآدم , مات وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء "
وقالت الربيع بنت معوذ رضي الله عنها " لو رأيته , رأيت الشمس طالعة "
كان يوما عند عائشة , فتصبب العرق من جبينه , فأبرق وجهه ( أي تهلل ) فقالت عائشة رضي الله عنها
وإذا نظرت إلى أسرة وجهه ***** برقت كبرق العارض المتهلل
وقد تكلم الصحابة عن صفات الرسول صلى الله عليه وسلم مطولا ,, ولكن ما ذكرته الان هو أهم ما ورد من صفاته الخلقية عليه الصلاة والسلام , وهو بمجموعه كامل مكمل , أختار الله صفاته وأوصافه , ورباه على عينه , وحفظه بعنايته , فجمع الرسول عليه السلام بذلك بين , حلاوة الصفات , وحسن الهيئة , وبهاء الشمائل ,,, وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ......
-أما عن حسن شمائله وأخلاقه , وجميل صفاته ,فلولا أن الله قد أخبر أنه عليه السلام بشر , لقلنا أنه ملك يمشي في صورة بشر , أو الكمال في قامة إنسان , فمن سيحمل هذه الصفات وهذه الأخلاق , التي لا طاقة لبشر بتطبيقها كما طبقها هادي الإنسانية , ومعلم البشرية عليه الصلاة والسلام .
لقد رباه الله وأدبه بهذه الصفات , كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " أدبني ربي فأحسن تأديبي " أو كما قال عليه السلام .
كان صلى الله عليه وسلم في قمة الأخلاق العالية , والصفات الجميلة , والخلال النبيلة , فكان في قمة الكرم , ويعطي عطاء من لا يخشى الفقر , ومع ذلك كان زاهدا متقشفا , يربط الحجر والحجرين على بطنه من الجوع الذي ألم به ,,, ويؤثر الناس وينسى نفسه ,, فأي نفس هذه التي لا تعيش لحظها فقط , وإنما تذوب حظوظها في حاجات الناس !!!!!
-وكان عليه الصلاة والسلام على حجم مسؤولياته , وكبر اهتماماته , وجلالة أهدافه ,, من قيادة الجيوش , وتربية الرجال وإعداد جيل المستقبل , ونشر الإسلام واستقبال الوفود , إلا أن قلبه اتسع لحب الصغير , ووقته سمح بملاعبة الأطفال , ورعاية الأيتام وملاطفة الصغار , والمسح على رؤوسهم , والمزح معهم .
-فهو يلاطف البنت ذات الخمس سنوات ,ويهديها ثوبا , ويناديها بكنيتها , ويقول لها " سنا ياأم خالد , سنا يا أم خالد "
-ويذهب الى بيت أم سليم لكي يعزي ابنها الصغير , حين مات له طائر كان يحبه , فأتى إليه النبي صلى الله عليه وسلم , يمسح رأسه ويهون عليه ويواسيه , ويقول له " يا أبا عمير , ما فعل النغير"
بالله أي قلب هذا , وأي شخصية هذه التي تسع الصغير والكبير , وتشمل العظيم والحقير .
-ومع شغله الكبير بتأسيس الدولة الاسلامية , وتهيئة الرجال , ومخاطبة الملوك ومراسلتهم , وانشغاله بربه , والتقرب له بالعبادة, ومع ذلك يسمح للجارية أن تأخذ بيده ,وتسير به في طرقات المدينة , لتبثه همومها , وتطرح له مشاكلها , ولا يجد حرجا في ذلك , فأي صدر هذا الذي وسع هموم الكبار , وهموم الصغار , هموم الأمة بأسرها , وهموم أمة صغيرة تشكو اليه!!!!!
-في يوم الحديبية , يتوضأ رسول الله , فيقتتل الصحابة على وضوءه , ويتمخط فيبادرها القوم كل يريد أن يسمح بها , وجها أو صدرا , أو جسدا , وإذا حلق رأسه أخذ كل واحد منهم بعض الشعر ,كي يتبرك به , ويستنصر به , ويستشفي به ,ومع هذه الحفاوة من أصحابه وهذا التبجيل ,إلا أن ذلك كله ما زاده إلا تواضعا وانكسارا , وما زاده إلا تواضعا لهم ولين جانب , وحبا وأخوة لهم , فكان يجلس معهم على التراب , ويجلس حيث انتهى به المجلس ,ويأكل ما تيسر ,ويلبس ما تيسر , ويمشي خاشعا متواضعا , ويركب الجمار , وربما أردف خلفه رجلا , أو غلاما , أو امرأة , وأي اخلاق هذه , وأي تواضع هذا.
-كان يصلي من الليل حتى يسيل الدم من قدميه , فيقال له ,, تفعل هذا وقد غفر الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر فيقول" أفلا اكون عبدا شكورا" ,,,, فماذا نقول نحن الذين ذنوبنا كالتراب ,ومع ذلك نقضي النهار لعب ولهو , ونقضي الليل سهر ونوم .
-يأتي معاذ بن جبل من السفر , وهو في شوق الى النبي صلى الله عليه وسلم , فعندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ,سجد له , فقال له " لا ,, لوكنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد ,لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها " ونهاه عن السجود له ,
-ويثني عليه قوم في وجهه , ويمدحونه ,, فلا يزيده ذلك زهوا وتيها , وإنما قال لهم , " لا تطروني كما فعلت بنو اسرائيل بعيسى , وإنما أنا عبد الله ورسوله , فقولو عبد الله ورسوله"
-بالله أي سمو هذا , الدنيا كلها تتحدث عنه , وتثني عليه, وتبتسم عند لقياه , وكل ذلك عنده سيان .؟!
فعلا نحن نحتاج إلى هذه الاخلاق , وإلى مثل هذي النفوس.....
تقوم الدنيا عندنا ولا تقعد إذا قيل لأحدنا يافلان , ولم يذكر قبل اسمه ( أستاذ, أو دكتور , أو مهندس , أو شيخ , أو غير ذلك من الألقاب التي طغت علينا بفخامتها ,وقضت علينا بهزالة محتواها .
-عندما دخل عليه الصلاة والسلام مكة منتصرا ,, كان الناس في غمرة من الفرحة , ونشوة النصر , والنبي صلى الله عليه وسلم , دخلها مطأطأ رأسه خاشعا وجلا, يخشي أن يكون قد استباح مكة, ويخشى أن يحصل له ما حصل لأبرهة وجيشه .
وعندما رأى قريشا الذين كانو يسومونه سوء العذاب هو وأصحابه ,, وهم بين يديه واقفون في ذل وينتظرون حكمه فيهم .
مرت ذكريات أليمة في خلده , كيف عذبوه وأصحابه , كيف أخرجوه من أحب البقاع اليه , كيف شردوا أصحابه في الأرض ,,, ولكن هل أثارت عنده غريزة الغضب والإنتقام ,,,؟!!
لا....لا...,,, بل أثارت عنده الإشفاق , والرحمة الرؤوم , التي يحملها في قلبه ,,, فقال لهم " لا تثريب عليكم اليوم , يغفر الله لكم ,,, اذهبو فأنتم الطلقاء "
فمن من الملوك أو القادة ,أو الفاتحين , يحصل له ما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم من المعاناة , ثم يعفو هذا العفو ,,,, إنه الإسلام ,, إنه دين الله ,, يعلمنا ألا ننتصر لأنفسنا دام المقصود قد تم وحصل ,,
مكلنا فكان العفو منا سجية **** فلما ملكتم سال بالدم أبطح
وحللتمو قتل الأسارى وطالما *** غدونا على الأسرى نمن ونصفح
فيكفيك من هذا التفاوت بيننا *** وكل إناء بالذي فيه ينضح
إن العظمة التي كان يحملها النبي صلى الله عليه وسلم , لا يمكن أن تحتوى في سطور , ولا في كتب , ولو أفنى الإنسان عمره في التنقيب عن مزايا النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته , لانقضى العمر ومازال هنالك الكثير.
إن جوانب العظمة في شخصيته , وفي سيرته , بحر لا ساحل له , ومعين لا ينضب , ومنهل لا ينفد.
يقول الاستاذ علي الطنطاوي رحمه الله ( إنني خطيب منذو ثلاثين سنة , أخطب وأكتب عن حياة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته , ما انقطعت عن ذلك سنة ,, ولا أزال مع ذلك كلما فكرت فيها بدت لي أخبار وملاحظات ودروس وعبر , لم تكن قد بدت لي من قبل , ونظرت إليها من جوانب جديدة , فرأيت قديمها جديدا , فهي كالنبع الذي لا يزداد على الاستسقاء إلا غزارة, وعذوبة, وصفاء)
أسأل الله أن يرزقنا حبه وحب نبيه , وأن يبلغنا شفاعته ,ومجاورته , أنه على كل شيء قدير , وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين | |
|
