نداء عام: من لقى منكم الفنان خالد النبوى فليقتله.. هذا الشاب المثقف نجح فى مصر ورفع اسمها فى المحافل العالمية، لذا ينبغى أن يتم اغتياله فوراً عملاً بالمبدأ الذى نعتنقه «الناجح لن نتركه يصعد.. علينا أن نجره إلى سابع أرض.. أن ندفنه بالحيا».. أن نقضى عليه قبل أن يصبح «عمر الشريف» الجديد!
كيف لهذا الفتى أن يقف إلى جوار نجوم السينما العالمية على السجادة الحمراء لمهرجان «كان»، مشاركاً بفيلم فى الجائزة الرسمية، وهو الذى قدم من قبل واحداً من أفضل أفلام السينما العالمية «مملكة الجنة».. كيف لهذا «المتهم» أن ينجح ويتفوق فى الأداء بشهادة الجمهور فى فيلمه الحالى «الديلر» الذى يحقق إيرادات ضخمة فى دور العرض؟!
دخل خالد النبوى عش الدبابير.. فرغم تألقه منذ بداية مشواره الفنى وهو لم يتجاوز العشرين من عمره، بدأ مؤخراً فى صياغة حالة سينمائية مختلفة.. فنان مثقف له رؤية وفكر.. يجيد التحدث باللغة الإنجليزية مثل أهلها.. تطلبه «هوليوود» فى أفلام عدة، فيشترط قراءة السيناريو أولاً.. يرفض ما يتناقض مع قناعاته وقضايا أمته العربية.. هو قومى عروبى مصرى بلون قمح الأرض.. الوحيد الذى خرج وهتف فى مظاهرات ضد إسرائيل.. وقف يوماً وهو لايزال فى مقتبل حياته الفنية أمام الرئيس مبارك.. يومها شدا كبار النجوم بقصائد المديح، بينما طالب هو رئيس الدولة بدعم وحماية صناعة السينما.. قال له بأدب واحترام لمقام الرئاسة إن السينما صناعة وطنية تدر على مصر منذ ظهورها دخلاً كبيراً، وهى أيضاً «القوة الناعمة» التى تنشر الثقافة المصرية والثقل الوطنى فى الأمة العربية.. قالها ولم يخف.. ولكنه اليوم يخشى - قطعاً - حملة غوغائية تسعى إلى اغتياله فنياً وسياسياً.. والسبب أنه شارك فى الفيلم العالمى «اللعبة العادلة»، الذى شاركت فيه أيضاً ممثلة إسرائيلية دون أن يعلم «المتهم المصرى»..!
وفيلم «اللعبة العادلة» لمن لا يعرفه، بطولة النجم العالمى «شون بن» المعروف بعدائه الشديد لإدارة الرئيس الأمريكى السابق «جورج بوش»، والسيناريو مأخوذ عن قصة حقيقية، ويكشف زيف ادعاء إدارة بوش بوجود أسلحة نووية فى العراق، وهو - أيضاً - يفضح الحرب الأمريكية على العراق واحتلالها فى عام 2003، ويدافع الفيلم بقوة عن صورة العرب وحقوق العراقيين.. ويؤدى «النبوى» فى الفيلم دور عالم عراقى يكشف كذب المزاعم الأمريكية.. ومؤخراً نشرت صحيفة إسرائيلية تصريحاً للممثلة الإسرائيلية تدعى فيه صداقتها لخالد النبوى.. عادة إسرائيلية قميئة ووقحة لدق إسفين فى الجسد المصرى.. وعادة مصرية أصيلة، أن نبتلع الطعم، ثم نشهر سكاكين زائفة فى وجه أحد أبنائنا «مطلوب اغتيال خالد النبوى».. صحافة مصرية ساذجة وباحثة عن «مانشيت مثير» لم تصدق فناناً اعتدناه صادقاً، وتصدق من يغرق الكرة الأرضية كل صباح كذباً وإفكاً..!
هذا ليس دفاعاً عن خالد النبوى.. ولكنه صرخة فى وجه «أعداء النجاح» فى مصر.. حزب يزداد اتساعاً كل يوم.. حقد أعمى له رأس أفعى.. يتحرك بعشوائية لينفث سمومه فى جسد أى ناجح.. والكارثة أن الحملة التى استهدفت «النبوى» فى بعض وسائل الإعلام تحركها أصابع من داخل الوسط الفنى.. أصابع أصيب أصحابها بدوار من نجاحه.. فهذا الزمن ليس كزمن صعود «عمر الشريف».. هذا زمن «الاغتيال المجانى بدم بارد».. نغتال فناناً شارك فى فيلم عربى الهوى والقضية لأن نجاحاته تفتح أفقاً جديداً لمصر..!.. اقتلوا خالد النبوى واصلبوه على أبواب دور العرض.. ولكن لماذا الإصرار على اغتيال مصر؟!
نقلاً عن المصرى اليوم