الحمد لله رب العالمين
اعلم علمني الله وإيّاك وجميع المسلمين
-آمين-
أن الأصل الأصيل
هو أن الموتى
لا يسمعون شيئاً
من كلام الأحياء
ولا يشعرون بهم
وأن ذلك عام في كل الأحوال والأوقات
كما دلت عليه الآيات البيّنات
قال الله تعالى :
{ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ }
سورة النمل80
وقال تعالى :
{ فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ }
سورة الروم52
وقال تعالى :
{ وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ }
سورة فاطر22
ويستثنى من ذلك ما ثبت به الحديث الصحيح
من أن الميت يسمع قرع نعال مشيعيه
بعد انصرافهم من دفنه
وسبب سماعه
في هذه الحال وفي هذا الوقت
أن الروح تُعاد للبدن للمساءلة في القبر
فيكون للروح تعلُّق بالبدن يحصل به السماع
إلا أن هذا التعلق
غير مستمر
وغير دائم
وإنما هو في وقت المساءلة فقط
والآيات صريحة في نفي السماع
وأما الأحاديث
التي تدل بظاهرها أن الموتى يسمعون
فجوابه
أن هذه الأحاديث
على أنواع :
النوع الأول :
أحاديث صحيحة
إلا أنها متعلقة بالنبي صلى الله عليه وسلم
وهي :
حديث القليب
وحديث السلام عليه صلى الله عليه وسلم
وهذه محمولة
على أنها من خصوصيات
النبي صلى الله عليه وسلم ومعجزاته
النوع الثاني :
حديث صحيح
إلا أنه لا يدل على عموم السماع في كل الأحوال والأوقات
وهو حديث سماع الميت لقرع النعال
النوع الثالث :
حديث صحيح
إلا أنه لا يدل على السماع
وهو حديث السلام على الموتى
والسلام على الموتى لا يعني بالضرورة أنهم يسمعون
النوع الرابع :
حديث صحيح
إلا أنه موقوف
وهو حديث عمرو بن العاص
وليس فيه شيء مرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم
والقول بأن له حكم الرفع غير مسلم .
النوع الخامس :
أحاديث ضعيفة لا يصح الاستدلال بها