''اللمبي 8 جيجا'' كثير من اللمبي وقليل من العولمة

ل

القاهرة</STRONG>- يحاول الفنان محمد سعد الذي اشتهر بأداء شخصية اللمبي، المواطن المهمش العشوائي الطامح لتحقيق أحلام متواضعة من خلال انتصارات صغيرة ترضي البسطاء، في فيلمه الجديد الذي كتب له القصة بنفسه، تقديم أنموذج اللمبي في زمن العولمة، التي حولت الإنسان لآلة مجردة من المشاعر الإنسانية يسيطر عليها الجشع وشهوة المال، إلا أن الفيلم جاء فيه الكثير من اللمبي والقليل من العولمة.
يقدم سعد، والذي مايزال برغم النجاح المتوسط الذي حققته أفلامه الأخيرة مثل "كركر" و"بوشكاش" من أعلى النجوم أجرا، ومايزال بمقدور المنتجين الرهان عليه في شباك التذاكر، يقدم فيلمه الجديد "اللمبي 8 جيجا" وسط منافسة تكاد تكون محدودة مع أفلام بمستوى "عسل أسود" لأحمد حلمي وهو من أفلام الكوميديا السوداء، و"الديلر" لأحمد السقا وخالد النبوي وهو من أفلام الأكشن الباحثة عن قضية لتبررها.
في محاولة شبه يائسة لاستعادة مجد اللمبي يجسد محمد سعد في الجزء الجديد من هذه السلسلة شخصية محام أبله، لا يمكن للمشاهد أن يعرف إن كان شريفا لأنه فقير ومجبر على ذلك أو أنه شريف لأنه ساذج، المبررات غير واضحة، يتعرض لحادث شبيه بالذي تعرض له في "اللي بالي بالك"، يجعل طبيبا يجري تجارب غير مشروعة على المخ البشري (يوسف فوزي) يضع له شريحة في ذراعه الأيسر يمكن أن يحمل عليها معلومات وبيانات يستدعيها المخ عند الحاجة.
وتنجح العملية ويتحول اللمبي الساذج إلى محام ناجح يكسب القضايا الصعبة، ويحقق الشهرة السريعة التقليدية في معظم أفلام ما قبل الثورة وأفلام المقاولات، أي تلك التي تجعل البطل يتمرد على الفقراء الذين خرج من بينهم ويتنكر لهم، ولكنه سرعان ما يصاب بحادث يعرضه لصحوة ضمير فيبغض المال والثروة ويشعر بالحنين للفقر والبؤس من جديد.
تقع صحوة الضمير بعد أن يتنكر البطل اللمبي الذي أصبح من وجوه المجتمع، لطبيبه الذي حول حياته بهذا الشكل، حيث يدخل فيروس على الشريحة، التي زرعها في يده، بعد أن رفض الظهور معه في مؤتمر علمي للكشف عن التجربة، فيتبدل حاله ويكتشف حقيقة المسخ الذي صار إليه فيذهب إلى الطبيب، ويواجهه بالحقيقة، ويقرر في النهاية انتزاع الشريحة بنفسه ويتحول إلى طفل متخلف عقليا، وينتهي الفيلم.
الطريف في الأمر أن الطبيب أحمد الشواف أو يوسف فوزي الذي يعد الشخصية المحورية التي غيرت مسار حياة اللمبي، وحوله من مجرد إنسان ساذج إلى محام ناجح وشهير بطريقة غير أخلاقية، لم تظهر صورته أو اسمه على أفيشات الفيلم، كما لم تحقق البطولة النسائية في الفيلم والتي جسدتها مي عز الدين، التي شاركته من قبل بطولة فيلم "بوحة" التوازن اللائق، كما ظهر حسن حسني في دور صغير يكاد يكون هامشيا وشبه مكرر.
يمكن القول إن شخصية اللمبي بدأت في الظهور من خلال فيلم "الناظر صلاح الدين" للمخرج شريف عرفة، وبطولة الراحل علاء ولي الدين وكل من أحمد حلمي ومحمد سعد، وكانت شخصيته ثانوية في العمل ولكنها كانت محورية؛ حيث وقع على عاتقه تغيير نمط شخصية البطل الطيب (علاء ولي الدين) وتحويله لإنسان أكثر خبرة ودراية في التعامل مع المجتمع ومشاكله.
استثمر محمد سعد هذا النجاح في تقديم الشخصية بأبعاد وتفاصيل أكثر وحمل العمل عنوان "اللمبي" قصة وسيناريو نادر صلاح الدين وإخراج وائل إحسان، وشاركته البطولة عبلة كامل التي استثمرت أيضا نجاحها في الفيلم لتقدم شخصية "فرنسا" السيدة القادمة من أعماق الأحياء الشعبية المصرية، وأصبح اللمبي بعد أن حقق أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية على الإطلاق عنوان مرحلة جديدة، سواء شاء النقاد والقائمون على صناعة السينما أم أبوا، وأطلق على هذه المرحلة "عصر اللمببة".
في هذا الفيلم ولأول مرة حاول اللمبي التمرد على شخصية ذلك المهمش الأبله المنبوذ اجتماعيا، ولكنه لم يصل بعد إلى حد المغامرة بالتخلي عنه، فلجأ إلى معادلة تحقق هذا التوازن من خلال الظهور في الفيلم بشخصيتين الأولى اللمبي التقليدي والثانية ضابط شرطة قوي الشخصية، وحقق الفيلم نجاحا معقولا يكاد يقترب من العمل الأول، مع فارق أن هذا الجزء حظي برضا النقاد أيضا.
حاول فيلم"8 جيجا" تقديم عدد من الرسائل والتركيز على عدد من المعاني أبرزها أن اللمبي مايزال على قيد الحياة حتى في زمن العولمة، وأن محمد سعد مايزال يجتهد ليقدم مضمونا هادفا من خلال هذه الشخصية، وأنه على ما يبدو يمكن أن يقدم أجزاء أخرى في تيمات أخرى، متناسيا أن سبب نجاح واستمرار شهرة نجوم كوميديانات مثل إسماعيل ياسين مثلا، ترجع بالأساس إلى أنه لم يصر إطلاقا على البقاء في موضع البطل حين لا يحتمل العمل ذلك، ومتناسيا الأهم من ذلك المقولة الشهيرة "مضحك الملك لا يمكن أن يكون واعظه".

أين الردوووووود يا شباب

» سرقة إيرادات «اللمبي 8 جيجا»
» عودة قوية لـ'اللمبي' بحجم '8 جيجا'
» اللمبي 8 جيجا.. يهبط بمحمد سعد إلى الميجا!
» محمد سعد: "اللمبي 8 جيجا" يذكر المصريين بالمبادئ الغائبة
» حصريا :: الفيلم الكوميدي :: اللمبي 8 جيجا :: جوده H.Q Cam :: بحجم 425 ميجا بايات :: علي أكثر من سيرفر !!