Admin المدير العام
عدد المساهمات : 2291 نقاط : 3596 تاريخ التسجيل : 18/02/2010
| موضوع: «بنتين من مصر» بورتريه لوطن يغرق الإثنين يونيو 14, 2010 6:05 pm | |
| «بنتين من مصر» بورتريه لوطن يغرق
المخرج محمد أمين منذ بدايته مهموم بقضايا شباب هذا الوطن، عبر عن الكبت والقهر الجنسي الذي يعاني منه الشباب في "فيلم ثقافي "، من خلال رحلة واقعية تعرض لها هذا الجيل بالكامل في البحث عن مكان يشاهدون فيه شريطا جنسيا، والجنس بالنسبة لنا كائن خرافي مهول بنيناه بداخلنا، ولا نعرف عنه شيئاً، "فيلم ثقافي" كان كوميديا خفيفا وصل لنتيجة مهمة وهي أن "العيب في النظام "، ولكن بين"فيلم ثقافي " و"بنتين من مصر " عشر سنوات، عاشت فيهما مصر آلام وأحزان العبارة السلام وطوابير الخبز واضرابات العمال في غزل المحلة وحركة كفاية وحركات التغيير ورفض التوريث وشباب يعودون من هجرة غير شرعية جثثاً في أعالي البحار وسفن صيد مصرية تخطف في الصومال، وغيرها من الاحداث التي أوجدت رغبة جماعية في الهجرة يقابلها أمل محدود في التغيير، وهي الأحداث نفسها التي جعلت من محمد أمين يؤلف ويخرج فيلما بهذه القسوة.. والوصول لنتيجة واحدة بأنه لا أمل في أي شيء.
فيلم "بنتين من مصر " ليس مجرد ميلودراما سوداء تتعرض لأزمة العنوسة فقط، بل هو بورتريه متشائم لمجتمع ينهار.. وسلطة تذبح.. وبشر لا تجد فرصة كي تعيش علي هامش الحياة.
حنان "زينة " وداليا "صبا مبارك " بنات عمومة وتعملان طبيبتين، الاولي موظفة في كلية الطب وحاصلة علي لقب الموظفة المثالية، والثانية تعمل طبيبة في أحد المستشفيات الحكومية، وتحضر رسالة الماجستير بعد تفوقها في الدبلومة، تعيشان في حالة اجتماعية جيدة، ومستواهما الجمالي جيد، ولكنهما بلغتا الثلاثين ولم يتزوجا، فقد عاشتا في مجتمع شرقي يحرم علاقة الصداقة بين الولد والبنت، وتتعاملان مع الثقافة الجنسية باعتبارها تابوهات لا يجب الاقتراب منها، حنان كلما تحصل علي مكافأة تذهب لشراء "قميص نوم " غالي الثمن، وتضعه في "الدولاب " ومؤرخ عليه تاريخ الشراء، وبالطبع لم ترتد هذه الملابس ولو مع نفسها في دراما الفيلم سوي مرة واحدة مع كاميرا تمر علي استحياء " أعتقد أن السينما النظيفة وراء عدم تطور هذا الخط الدرامي "، تضع حنان أعشاباً علي صدرها لأنها فالعالم الحقيقي لن يقترب من العالم الافتراضي.
العلاقة بين "داليا " و"حنان " حميمة وأقرب الي الاخوة، حيث الهم واحد والسيناريو استطاع أن يعبر عن مشاعرهما بأداء تمثيلي جيد من زينة وصبا مبارك، ربما سيجعل الكثيرات ممن رفضن هذا الفيلم يندمن عليه، أما الشخصيات الذكورية فقد كانت من جيلين مختلفين، ما فوق الثلاثين عاماً وجميعهم يحمل اسم جمال، وهذا الاسم من موروثات الحكم العسكري الذي بدأ مع الثورة وحتي الآن، علي اسم الرئيس الرحل جمال عبدالناصر، وهم بشر يعانون من التدمير الداخلي ويعانون من الازدواجية والقهر وعدم القدرة علي الحياة، والجيل الثاني هم شباب العشرينيات وهم اشقاء حنان وداليا واصدقاؤهما، يريدون أن يتركوا البلاد لأنه لا أمل فيها، يعتقدون أن عمرهم هو العمر المثالي لتغيير حياتهم، لذا يرتدي أحدهم "بدلة مع ببيونة " مثل العريس وهو يهاجر مصر علي متن العبارة السلام، ويعود جثة هامدة في مشهد مؤثر، وآخر يبصق في "منديل " ويلقي به في القمامة قبل ان يركب الطائرة، وثالث يعود مشلولا بلا حاضر او ماض أو مستقبل من العبارة السلام، وجميعهم نماذج علي مستوي تعليمي مرتفع، وكان من الممكن أن يساهموا في تطوير المجتمع، ولكن المشكلة دائما في "السيستم "، ربط المخرج الفيلم كله بمشهد لغرفة الماكينات في العبارة السلام، ومع تطور الاحداث تنفجر هذه الغرفة، في رمزية واضحة لوطن ينفجر وغرق بالفعل مع العبارة، ربط السيناريو بين العام والخاص والواقعية بالميلودراما في لوحة شديدة القتامة، مع موسيقي لا علاقة لها بالدراما، أقرب الي موسيقي المسلسلات التركية، وزادت من حالة البكائية داخل الفيلم علي الرغم من أن السيناريو كان كفيلا بتوصيل تلك المشاعر، وكان واجباً علي الموسيقي أن تخلق احساسا مختلفا، النصف الأخير من الفيلم كان فيه تصعيد غير مبرر، احداث سياسية لو تم حذفها لن تؤثر علي الدراما، استطاع المخرج والمؤلف والممثلون التعبير عن المشاعر الداخلية للشخصيات بشكل صادق، يصل الي القلب، فأنت تشاهد فيلما حقيقيا من لحم ودم يشبهك، وحواراً مكتوباً بحرفية تعبر عنك. | |
|
Admin المدير العام
عدد المساهمات : 2291 نقاط : 3596 تاريخ التسجيل : 18/02/2010
| موضوع: رد: «بنتين من مصر» بورتريه لوطن يغرق الإثنين يونيو 14, 2010 6:06 pm | |
| اردود فين دا الخبر جاى من الفرن | |
|