Admin المدير العام
عدد المساهمات : 2291 نقاط : 3596 تاريخ التسجيل : 18/02/2010
| موضوع: زمن الصمت الأربعاء يوليو 28, 2010 6:52 pm | |
| الإهانة.. الظلم.. الخيانة والغدر.. هل نسامح وننسى ؟! أم نحقد ونكره؟! هل نحمل آلامنا وجروحنا عميقا في نفوسنا ونتركها تتخمر تنتظر الوقت المناسب للرد عليها؟! هل يطالبنا الانسان الذي بداخلنا بالثأر ؟! هل يغرينا بطعمه اللذيذ ونكهة الشماتة المحببة ؟!! أم أن ذلك الانسان يعاود نداءه محاولا إنقاذنا من الغرق في شهوة الانتقام ويطالبنا بالعفو والتسامح ؟!..
كيف نتصرف وماهي ردة فعلنا أمام مشاعرنا البشرية حينما تجتاحنا ؟! كيف نقف امام إهانة وظلم الغير أمام أقربائنا وأصدقائنا امام الغدر والخيانة بكل أشكالها ومعانيها؟! هل نحن بشر أم ملائكة بشر أم أنبياء يتعالون عن التفاهات الصغيرة ؟!.. تساؤلات طويلة وكثيرة إجاباتها مختلفة ونسبية حسب طبيعة وتربية كل شخص إضافة الى تأثير البيئة والمجتمع الذي يعيش فيه وفيما يلي حوارات عديدة مع شخصيات مختلفة من أبناء مدينة حماة باحت بمكنوناتها الدفينة والعميقة امام هذه المشاعر القاسية. أنس ، شاب في مقتبل العمر عندما يكون غريمي غريبا فإنني لاأستطيع المسامحة أو التهاون بل إنني سوف أشبعه ضربا ولن أنتظر من احد أن يرد لي حقي واعتباري ففي تلك اللحظة لاأملك زمام نفسي بل ربما أقتله وإن لم تسمح لي ظروفي بذلك فسوف أحمل آلامي في داخلي وأنتظر الوقت المناسب لاطفاء نار غضبي المشتعلة والتي لاتهدأ مهما طال الوقت و الزمن أما عندما أتعرض للأذى والغدر من قبل اصدقائي وأقربائي فإنني لاأستطيع الرد بالمثل بل أكتفي بالابتعاد عنهم وتجاهلهم. ناديا، ربة منزل وأم لطفلين لاأسامح وحقي يجب أن أعيده سواء أكان من آذاني من المقربين أو من الناس العاديين لكنني أتساهل مع من أحبهم على سبيل المثال. وهل حتى إن خانك مع أخرى؟ بعصبية سريعة صرخت : أقتله قلت لها: كيف؟!.. أجابتني والغضب يتطاير من عينيها: أخنقه أضع له السم في الطعام، أذبحه، أطلق عليه النار، المهم أنني سوف أقتله. «ناديا على مايبدو متسامحة جدا» - نبيل ، 21سنة. أتصرف حسب وضعي النفسي وحسب نوعية الإهانة والغدر، من آذاني أرد له الصاع صاعين دون أن يدري بأنني من وراء مايتعرض له، أما بالنسبة لأقربائي فإن علاقتي معهم تنتهي ولايعود لهم مكان في حياتي. سألته : إذاً لاتترك حقك لصاحب الحق. أجابني وهو يبتسم: طبعاً، لكني آخذ حقي في الدنيا، وفي الآخرة أترك حقي لصاحب الحق. - سمير، 38 سنة، متوسط التعليم رأيه من رأي نبيل إلا أنه أكثر هدوءاً وحنكة في رد اعتباره عندما يقف بعيداً يراقب غريمه وهو يتعرض لدرس لن ينساه في حياته دون أن يعرف ماذا يجري له أو من المتسبب. - لينا، سيدة مثقفة وأم لطفلين. تسامح بكل شيء وتسلم أمرها للخالق الذي يرد لها حقها، لكنها تعاني كثيراً من طيبة قلبها التي تتركها عرضة للإهانة والظلم والأذى من أي عابر سبيل فسلبيتها هذه تتركها إنسانة ضعيفة هشة مستسلمة للحزن والبكاء أمام أدنى عاصفة تجتاحها دون أن تفكر حتى بمجرد الدفاع عن نفسها. - هناء، ربة منزل مثقفة، 42 سنة. إن كان قريباً أو غريباً،صديقاً أم عدواً، ردة فعلي لاتختلف فهذا الشخص كشف أمامي وهو لايستحق صحبتي وصداقتي ومودتي، لايستحق أن أفكر به ولا أن أقيم له وزناً، أنظر إليه ملياً ثم أدير ظهري وأمشي دون أن ألتفت للوراء فمن أهانني وغدر بي أو حتى ظلمني شخص تافه وانتهازي لايستحق الوقوف أمامه ومجرد التفكير به وبتصرفاته وموقفي هذا لايدل على سلبية أو ضعف أو أنني أنتظر أحداً ليرد لي حقي لأنه يكفيني أن هذا الشخص الذي كنت أعتبره صديقاً وقريباً قد كشف أمامي، كما أنني لا أحفر عميقاً منتظرة الوقت المناسب للرد لأنني أقيس كل شيء على نفسي قبل غيري، وهذا لايعني أنني سامحته وإنما أهملته وهمشته في حياتي فمجرد نظرتي له باحتقار فإن ذلك يقتله مئة مرة وأنا واثقة من أنه سيقابل شخصاً من طينته يعامله كما عاملني بعد أن خسرني للأبد. الاهانة صعبة ومؤلمة مذاقها مر جدا والظلم والغدر والخيانة أصعب وأشد مرارة خاصة عندما يكون المسبب شخصاً أبدا لم نكن نتوقعه قريبا صديقا شخصا كنا نعتبره سندا ومعينا لنا حينما تقسو الايام علينا ولكن ياترى ألا يوجد أمور حولنا أكبر وأهم من أحقادنا وانتقاماتنا وتسجيل الهفوات ضد بعضنا ؟!.. ألا يوجد أمور أسمى من مجرد غرقنا في دوامة من المشاعر القاسية على نفوسنا البشرية التي غدت بقايا محطمة لأحقاد عميقة إثر صدمة تركتنا في حالة ذهول تامة ؟! ألا يستحق وطننا ، أبناؤنا، مستقبلنا، إنسانيتنا محاولة للتسامح والنسيان دون أن نفقد جزءا من شخصيتنا وكياننا؟!.
| |
|