يبدأ
كسوف كامل وطويل للشمس اعتبارا من صباح الاحد في بولينيزيا الفرنسية على
ان يحجب ظل القمر نور الشمس عن جزيرة الفصح وتماثيلها العملاقة الغريبة
بعد الظهر قبل ان ينتقل الى تشيلي والارجنتين قبيل المغيب.
وعلى طول ممر ضيق يمتد على طول 11 الف كيلومتر عابرا جنوب المحيط الهادئ، سيحل الليل موقتا في عز النهار.
وكسوف الشمس التام هذا
السابع في القرن الحادي والعشرين ادى من الان الى ارتفاع عدد السياح في
جزيرة الفصح التشيلية. وهو سيكون اول كسوف تام للشمس تشهده الاراضي
الفرنسية منذ كسوف 11 آب/اغسطس 1999 الذي شوهد في فرنسا نفسها على ما افاد
علماء الفلك في مرصد باريس.
اما في تاهيتي فسيكون
الكسوف جزئيا، اذ من الممكن رؤية جزء من قرص الشمس. الا ان محبي هذه
الظاهرة الذين يريدون مشاهدة التاج الفضي الذي يكلل الشمس عندما يحجب
نورها القمر، فيمكنهم ان ينتقلوا لمتابعة هذه الظاهرة الى جزر مرجانية
مجاورة.
وسيحجب القمر نور الشمس
كليا الاحد لمدة خمس دقائق و20 ثانية في منطقة غير مأهولة في المحيط
الهادئ استنادا الى حسابات علماء الفلك في وكالة الفضاء الاميركية (ناسا).
وهذه المرحلة من الكسوف وهي الاطول ستحصل قرابة الساعة 19,33 بتوقيت
غرينتش.
اما في بولينيزيا،
فستكون مدة الكسوف التام اقصر (4 دقائق و20 ثانية في جزيرة هيكويرو) او
على جزيرة الفصح (4 دقائق و41 ثانية في هناغا روا).
ويحصل الكسوف التام عندما يمر القمر بين الارض والشمس في وقت تكون فيه الاجرام الثلاثة واقعة على خط واحد.
ومع ان قطر الشمس اكبر
من قطر القمر ب400 مرة تقريبا، الا انها ابعد ب400 مرة ايضا ما يسمح للقمر
بحجبها عن الارض تماما في حالة الكسوف الكلي.
عند الساعة 18,15 بتوقيت غرينتش سيبدأ الكسوف في المحيط الهادئ قبل ان يصل بعد ست دقائق الى اليابسة في مانغايا، اقصى جزر كوك جنوبا.
وسينتقل الكسوف بسرعة
2,7 كيلومتر في الثانية (9700 كيلومتر في الساعة)، ليصل قرابة الساعة
18,28 ت.غ. الى الساحل الجنوبي الغربي لجزيرة تاهيتي الواقعة فقط على بعد
20 كيلومترا من منطقة الكسوف التام.
وفي بابيتي سيحجب القمر 98% من الشمس فيما ستصل النسبة الى 99% في جنوب الجزيرة.
وستنظم رحلات في السفن
من تاهيتي للتمكن من مشاهدة الكشوف الكامل في منطقة قريبة على ما اوضح
عالم الفلك فريد اسبانكا من الناسا مشددا على ان تنقل السفينة من مكان الى
اخر "يزيد من فرص تجنب الغيوم".
وقال خبير الكسوف هذا
ان "بولينيزيا الفرنسية هي افضل مكان ليكون الطقس مناسبا الا ان المواقع
على اليابسة نادرة وسيختار غالبية مراقبو الظاهرة البحر".
وتتوقع الارصاد الجوية التشيلية طقسا "متقلبا مع غيوم وامطار متفرقة" الاحد على جزيرة الفصح.
الا ان بيدرو ادموندز
باوا حاكم هذه الجزيرة التشيلية الصغيرة في جنوب المحيط الهادئ سعى الى
الطمأنة، واوضح لوكالة فرانس برس "الامطار تهطل عادة في الصباح الباكر
والكسوف متوقع قرابة الظهر. نحن تاليا على ثقة بامكانية رؤية الكسوف".
وفي حال كان الطقس
جيدا، فان وهج تاج الشمس سيكون واضحا ما ان يحجب القمر نورها، وقد يشاهد
المتابعون كذلك دفق الغاز المتوهج المنبعث على بعد مئات الاف الكيلومترات.
وقبيل اختفاء الشمس وراء القمر، ستبدو اشعتها وكأنها تزينه بحلي يطلق عليها اسم حبوب بالي او حلقة الماس.
وينتهي الكسوف عند
الساعة 20,52 بتوقيت غرينتش في الارجنتين بعيد وصوله الى السواحل التشيلية
عندما تكون الشمس مشرفة على المغيب في الافق.
اما كسوف الشمس التام المقبل فمتوقع في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2012.
وبات بالامكان توقع
تاريخ حصول الكسوف منذ ايام بطليموس في القرن الثاني. اما منطقة حصوله
بالتحديد فبات بالامكان معرفتها منذ القرن الثامن عشر. ومع عصر
المعلوماتية تم تبسيط حسابات الكسوف التي كانت تتطلب شهرا من العمل اليدوي
من قبل علماء الفلك