Admin المدير العام
عدد المساهمات : 2291 نقاط : 3596 تاريخ التسجيل : 18/02/2010
| موضوع: لغة الزهور بين الشرق والغرب !!! السبت يوليو 10, 2010 4:06 am | |
|
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لغة الزهور بين الشرق والغرب
أدب مقارن
إن أجمل هدية يمكن أن تهدى إلى الحبيب فتثلج قلبه وتشرح صدره وتجعل حياته باسمة ضاحكة- باقة ورد، وباقة الزهر تجمع ألوانا من الزهور : ففيها الورد والياسمين ، وفيها البنفسج والآس، وفيها الزنبق والأقحوان، وفيها النوار والريحان وفيها الفل والنرجس ، وغير ذلك من الزهور التي تشرح الصدر وتفرح القلب وتبهج النفس. وقد فطن الأدباء منذ العصور الأدبية الأولى إلى لغة الزهر فقالوا أن البنفسج معناه " أفديك بروحي" وأن الورد الأحمر معناه الحب وأن الزنبق الأبيض معناه الصفاء وأن الأقحوان الأصفر معناه الغيرة ، وما إلى ذلك من معان ابتدعها خيال الشعراء وتعلق بها المحبون على مر الأيام. وهكذا فإن كل زهرة تحمل معنى رقيقا وهدفا رفيعا ... وفي هذا يقول خليل مطران الذي أغرم غراما شديدا بالزهر حتى يمكن أن نعتبره شاعر الزهور. يا رب أعظم بما وضعتا...........في الكون من آيك العظام أدق شيء مما صنعتا...............كجملة الخلق بالتمـــــــام نثرت نثرا فجاء نظما..............بديعة جلية البيـــــــــــــان وكل بيت به استتما ................قصيدة تخلب الجنــــــــان لكن في صنعك الجليل ............أحب شيء لنـــــــا الزهر خلقته بهجة العقـــــــول ............ومرتع النحــــــل والفكر نكاد من خلقه الجميل........... نستجمع النفس في البصر
وبعض الناس يحب أن يهدي إلى أحبابه باقة من الورد ، والورد دليل على الحب والخجل يجمع طابع الحب المشتعل والغرام المتقد حينا كما يحمل حياء العذارى الذي يضرج بحمرته وجناتهن ، والورد أمير بين الزهور (على حد تعبير الخليل):
طوائف هذه الأزاهر ..............وكل حزب له أمير مليكها الورد لم يكابر..............مناظر فيه أو نظير تقلد التاج من جواهر ..........وقام للحكم على السرير
أما الفل فآية على نقاء النفس وصفاء الطوية وكذلك الزنبق الأبيض الذي يكلل هامات الرياض والربى، وما أجمل هذه الأبيات التي نظمها الشاعر في وصف حسناء زانت رأسها بطاقة من الفل الأبيض الناصع : زانت الرأس بفل............هو بالرأس تحلى ما رأت قبلك عيني ........وردة تحمل فلا أما النرجس فهو ابتسامة الفجر ...بعد هبوط الظلام وتحقق الرجاء بعد انقطاع الأمل وهو أشبه شيء بالروح المقبل من الملأ الأعلى في ثوب الملائكة الأطهار:
انما النرجس ابتسامة فجر ........ألطفت نسجها يد الرحمن قام في كلة البياض فكانت ........ثوب روح لا ثوب جسم فاني زنبق ناصع البياض نقي.........ترتوي من بياضه العينان وجفون من نرجس داخلها.......صفرة الداء في محاجر عاني وورود كأنها ملكات ...............برزت في غلال الأرجوان وأفانين من شقائق ومن فل..... ومن مضعف ومن ريحان والنرجس له قلب أصفر اللون كالذهب ، وحوله غلائل مشرقة ناصعة البياض ومن هنا كان وحيا وإلهاما للشعراء فقلبه أشبه ما يكون بالذهب وغلائله أشبه ما تكون بالأنامل البيضاء وفي ذلك يقول الشاعر : كأنما نرجسنا......... وقد تبدى عن كثب أنامل من فضة.........يحملن كأسا من ذهب وما أحلى النرجس وقد بلله الندى فبدا كأنه يسكب الدموع مع أن وجهه مشرقا وثغره باسم تتلألأ عليه الابتسامة ، ويشرق منه النور فقال ابن الرومي : ونرجس كالثغور مبتسم.................له دموع المحدق الشاكي أبكاه قطر الندى وأضحكه .........فهو من القطر ضاحك باكي! وأغلب الشعراء يشبهون العيون الجميلة الواسعة بزهر النرجس لما يشع منه من بريق ساحر أخاذ :. وأحسن ما في الوجوه العيون.......وأشبه شيء بها النرجس أما شقائق النعمان فهي أشبه بالورود الحمراء في لونها وسحرها وجاذبيتها وهي تبدو وسط المروج الخضراء تبهر العين وتسحر القلب ، ولا سيما عندما تتماوج مع الريح وقد وصفها شاعر بوصف ظريف أنظر إلى الزرع وخاماته ..........تحكي وقد مالت أمام الرياح كتيبة خضراء مهزومة ...........شقائق النعمان فيها الجراح أما البنفسج فقد شبهه بعض الشعراء بزرقة الياقوت أو بالكحل في ألحاظ الملاح وهناك الكثير من الشعر للبنفسج في الشعر العربي قديمه وحديثه .... أما الياسمين فيبدو في تجمعه وبياضه كأنه إكليل العروس ، يحمل معنى السعادة والهناء والخير والرخاء ، غير أنه في نظر بعض الشعراء كالأنامل البيضاء بدون أكف : وروضة بيضاء نورها يرف .........مثل عروس إذا تزف كأنما الياسمــــــــــــــــين فيها .........أنامل ما لـــــها أكف أما السوسن فيحمل عند الشعراء طابع الزهو والاعتداد وهو عندهم أشبه بأذناب الطواويس حينا أو بملاعق من ذهب حينا آخر أو نحو وذلك غير أنه يحمل في جميع الأحوال بشر الربيع الطلق الضاحك ... وهكذا فإن الزهور كما يقول الشاعر: إنما الزهرة خلق عجب ........فطرة سمحاء تسمو الفطرا خلقت للخير خلقا صافيا........جاوز الضيم وفاق الغيرا شأنها تضحية النفس ولا..........شيء غير النفع تبغي وطرا أما في الغرب فإن الزهور كذلك دليل على الحب وآية على الهيام ووسيلة إلى التهادي بين المحبين ولا سيما للشعراء الرومانسيين وخلافهم .. وتولدت في الأدب الغربي القديم قصص كثيرة تدور حول الأزهار منها أسطورة الصدى ونرجس وخلاصتها أن " أكو" عروس الجبال كانت باهرة الجمال وكانت تسرف في الحديث عن نفسها إسرافا مما أدى إلى أن الآلهة "ديانا" حرمتها النطق إلا الرجع الأخير من الكلمات وشاء القدر أن تقع "أكو" في غرام شاب جميل يدعى "نارسيس" وهو النرجس وهمت بمغازلته إلا أنها عجزت عن ذلك فأوت إلى الصخور حزينة آسفة . وتشاء الظروف أن تنتقم من نارسيس فرأى يوما صورتها معكوسة على الماء فأحبها بعدما رفض أن يحب أكو في وضعها المزدري ، ولكن لا سبيل إلى ضم الحبيب فاعتزل في حزنه حتى مات ، فأرادت العرائس أن تواري جسده في قبر من القبور يليق به ، لكنها لم تجد ة من جسده إلا زهرة تحمل اسمه وهي زهرة النرجس ولعلها رمز إلى زهرة النرجس التي تنمو على حافة المياه وضفاف الغدران ... وهناك الكثير من الأساطير في الأدب الغربي تدور حول الزهور والورود ... ولم تكن الأساطير فقط هي التي تميز الأدب الغربي ، إنما كانت أدوات من الخيال والجمال في العصر الرومانسي وكانت البساتين مرتعا لخيال الرومانسيين .. وكان الشاعر وردزورث شاعر الطبيعة المرموق في الأدب الإنجليزي قد التقى بالشاعر كولريدج واشتركا معا في ديوان القصائد الغنائية- Syrecal Ballads - ويعد هذا الديوان من أعظم الوثائق في الأدب الرومانسي والتغني بالحب والجمال والأزهار والرياحين وقد جعل الرومانسيين الأزهار تحب وتعشق وتحن وتتألم بل أن بعض الشعراء مثل هايتي في الأدب الألماني جعل شجرة الصنوبر تحلم والزهور تعشق وصور شجرة الصنوبر وهي تقف وحيدة تنام ملتفة في كساء أبيض من جليد وثلج وتحلم بشجرة نخيل بعيدة في بلاد الشرق ..( لا ادري إن كان ذلك هو حلم الصنوبر أو حلمه هو ) . وديوانه أناشيد الليل الذي ظهر عام 1800 مليء بالصور الشعرية الجميلة حول الأزهار العاشقة والورود المتدلهة بالحب والجمالأما "بيرون" فقد أطلق خياله في ذلك كل منطلق حيت أنه كان يقول " إنني لا أعيش في ذاتي ، ولكنني أصبحت قطعة من كل ما يحيط بي ، حتى أن الجبال العالية تبدو في نظري كأنها عاطفة ". ويمتلئ ديوانه " ساعات الكسل " بصور طريفة حول نفسه التي تتفتح للحب كما تتفتح الوردة عن أكمامها تستقبل الربيع ، وحول الأزهار الذابلة الذاوية المتناثرة على الأرض ، وحول الغابات المتجردة من أوراقها التي تاهت فيها طفولته ،وكان بيرون يقول " لكي يصبح المرء شاعرا يجب أن يكون محبا أو شقيا وقد كنت الاثنين حين كتبت " ساعات الكسل " . وبهذه الروح مضى بيرون يصور الزهور ويعكس مشاعره على جمالها . وقد استمد الرومانسيين خيالاتهم من ذواتهم ومن تلك الصور الشعرية الأخاذة التي لاحت في شعر شكسبير ومن شعر غيره من الشعراء الذين عبروا عنة خلجات نفوسهم ونبضات أحاسيسهم كالشاعر المعروف "روبرت هرك" الذي قال في النرجس: أيها النرجس إننا لنبكي إذ نراك تمضي إلى الفناء وشيكا هأنتذا تمضي والشمس التي بكرت في شروقها لم تبلغ بعد السماء في أوجها قف! ف! حتى نرى النهار المسرع في خطاه قد انقضى قف حتى تغني أنشودة المساء ...فإذا ما أدينا الصلاة معا فسنمضي معك إلى حيث تريد ويطرب الشاعر " تشارلز سوينبرن ( 1837- 1909)" من الورود ويكتب " بالاد أرض الأحلام “ Ballad of Dream Land أخفيت قلبي في عش من ورود أخفيته هناك من أشعة الشمس أرقدته على فراش أندى من القطن المندوف تحت الورود أخفيت قلبي لماذا لا يأخذه النعاس؟ لماذا ينتفض وهو يقظان ؟ وليس على شجرة الورد ورقة تتحرك ما الذي جعل الكرى يرف بجناحيه بعيدا عني ؟ لعلها أنشودة طائر خفي ! أما الشاعر الأمريكي روبرت فاوست فإنه اتخذ من منظر رآه على زهرة من الزهور وسيلة إلى الفلسفة والنظرة في الحياة في قصيدة " خطة " رأيت عنكبا أبيض سجينا ذا رصعات على زهرة بيضاء يحمل فراشة كقطعة بيضاء من الساتان مزيجا من أشخاص الموت وإلا محال اختلطوا من أجل الإبتداء عند الصباح كما ينبغي كالعناصر الخليطة في قدر ساحرة العين عنكبا كندفة الثلج وزهرة كالزبد وأجنحة ميتة مشرعة كطيارة ورق لم كانت الزهرة تلك بيضاء؟ وكانت كعهدي بها على جوانب الطريق زرقاء بريئة وما الذي أتى بالعنكب السيئ إلى ذاك العلو ، ثم إقتاد الفراشة البيضاء هناك ليلا ؟ خطة من الظلام مروعة لا غير ,,,
وتصور هذه القصيدة النزعة التشاؤمية أصدق تصوير وتعتبر الحياة خطة من الظلام مروعة وحجبا من الطلاسم وضروبا من الألغاز........ وكتب" فيكتور هوجو" قصيدة بعنوان " القبر والورود " صور فيها حوارا بين القبر والوردة جاء فيه : قال القبر للوردة : ماذا صنعت يا زهرة العشاق بقطر من الفجر رواك؟ فقالت الوردة للقبر : وأنت ماذا صنعت بالأوائل الذين هبطوا جوفك الذي لا يني عن إلتقام الأجساد ؟ وقالت الوردة : أيها القبر البهيم من ذلك القطر أصنع شهدا شهيا وعنبر فقال القبر: يا وردة شائكة كل روح هنا قدم صيرته من ملائكة السماء!
وهكذا كان ذكر الأزهار والورود في الأدب الغربي لونا من ألوان الجمال والبديع ،والحسن الرفيع كما كان لونا من ألوان الفلسفة الجادة والتأمل في الحياة والأحياء وفي البقاء والفناء ، وفي الدثور والخلود , ولم يكن أثر الأزهار متوقفا على التشابيه الرقيقة والتصاوير الجميلة والخيالات المنطلقة والتأملات السابحة . ولم يكن الجمال في نظر أغلب الشعراء الغربيين جزئيا ملموسا محسوسا ، إنّما كان جمالا شاملا كاملا ، وكان صورة متناسبة متناسقة توحي بالمشاعر والأحاسيس الإنسانية في هدوئها وسكونها وفي حركتها وخطواتها في يد الريح ذات اليمين وذات الشمال . وشكرااااااااااااااااااااااا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
Admin المدير العام
عدد المساهمات : 2291 نقاط : 3596 تاريخ التسجيل : 18/02/2010
| موضوع: رد: لغة الزهور بين الشرق والغرب !!! الأحد يوليو 11, 2010 5:07 pm | |
| | |
|
Admin المدير العام
عدد المساهمات : 2291 نقاط : 3596 تاريخ التسجيل : 18/02/2010
| موضوع: رد: لغة الزهور بين الشرق والغرب !!! الثلاثاء يوليو 27, 2010 5:28 pm | |
| | |
|