أكد راينر تروبه مدير القسم الثقافى بالتليفزيون الألمانى"دويتشه فيله"
أن السينما المصرية مصنوعة للمصريين فقط وليست للتصدير أو للعرض فى
المهرجانات العالمية، لأن لديها لغتها الخاصة، ومرجعيتها التى لا تنجح فى
الاستحواذ على المشاهدة خارج مصر.
وقال تروبه فى الندوة التى أقيمت
له بساقية الصاوى فى رده على سؤال "أين مصر من السينما العالمية؟"، إن مصر
دولة تصنع أفلاما بشكل قوى، لكن السوق المصرية منعزلة ومنغلقة على نفسها
بشكل كبير، كما أن شباب صناع السينما لا يأتون بأفكار تخرج عن الإطار
المصرى، وهذا أمر مفاجئ، لأن مصر لها تاريخ كبير فى صناعة السينما، ولكن
للأسف ليس هناك موجة للتطوير لدى صناع السينما فى مصر"، مضيفا: "كان هناك
دائما اسم يوسف شاهين يتردد فى المهرجانات العالمية، وهو الذى حاز على
التكريم عام 1997، لكن من بعده توقفت السينما"، مؤكدا على ضرورة وجود طموح
لدى السينمائيين المصريين.
وأشار تروبه إلى أن أغلب الألمان لا
يعرفون شيئا عن السينما المصرية، خاصة أن غالبية الأفلام الأجنبية التى
تعرض فى ألمانيا هى الأفلام التركية التى تعتبر الأفلام السائدة هناك، لأن
الأتراك يمثلون أكبر تجمع من الأجانب المقيمين فى ألمانيا.
وعاب
تروبه على صناع السينما فى مصر قلة الإنفاق المادى على وسائل الدعاية
لأفلامهم، خاصة أثناء مشاركتهم فى المهرجانات الدولية، وقال عند زيارتى
للمعرض المصرى فى أحد المهرجانات وجدته تقليدى أكثر من اللازم، لكن عندما
ذهبت الى الجناح الإماراتى، رأيت كيف حاول القائمون على هذا المعرض جذب
انتباه الحضور بالدعاية الحديثة، فهم ليسوا منغلقين، وإنما دائما يستعينون
بالكفاءات من خارج دولتهم حتى تخرج منتجاتهم بالصورة الجيدة التى تليق بهم.
وردا
على سؤال حول إمكانية إنتاج فيلم ألمانى عن حياة الصيدلانية مروة الشربينى
التى توفيت على يد متطرف روسى داخل محكمة دريسدن الألمانية، قال تروبه إن
حادث اغتيال مروة من أبشع الإحداث التى شهدتها ألمانيا خلال السنوات
الماضية، ولقد ذهبت إلى دريسدن بعد الحادث، وشعرت أن هناك تغيرا إيجابيا
قد حدث، وأنا أؤكد أهمية وجود فيلم يجسد حياتها، وعندما سألتقى بأحد
المخرجين الألمان سأعرض عليه الفكرة.
من جهة أخرى تحدث تروبه عن
السينما الألمانية، وقال "لم نتخلص من إرث النازية، لأنه أمر راسخ فى
تاريخنا، وسوف تبقى بعض الأفلام الألمانية التى تتحدث عن فترة النازية،
لكن هذا لا يمنع أن الأفلام الآن بدأت فى الاتجاه نحو معالجة بعض القضايا
الحديثة مثل قضية العولمة، وأفلام أخرى بدأت فى معالجة وحدة ألمانيا وسقوط
سور برلين"، مشيرا إلى الدعم الذى تقدمه الدولة الألمانية لصناعة الأفلام،
والمقدر بمائة ألف يورو لكل فيلم، لكنه لفت إلى أن هذا العام لم يقدم هذا
الدعم لأى من الأفلام الموجودة.
وعرض تروبه فى الندوة التى
نظمتها الساقية بالتعاون مع التليفزيون الألمانى "دويتشه فيلة" نماذج
لأفلام ألمانية تعبر عن التغير الذى طرأ على صناعة السينما الألمانية مثل
فيلم "حياة الآخرين" الذى يتحدث عن التجسس فى ألمانيا الشيوعية، وفيلم
"اتصال من برلين".
اليوم السابع