الشيـخ : بن امهني الطـاهر بن بن حمـادةالغديري

الشـرف
كل الشـرف لمن كان القـرآن العظيـم في صـدره، وحفظ كتاب الله تعالى في
قلبـه، ليستحق بذلك مرتبة العلـو والرفعـة التي حدثنا عنها الصادق
المصـدوق صلى الله عليه وسلم حينما قال ) أهـل القــرآن هم أهـل الله
وخاصته ) رواه أحمد والنسائي

ولـد الشيخ: بن امهنـي الطـاهر سنـة 1913م بـدوار أولاد بلحــاج قـرية الزمـالة بلدية برج الغدير ولاية برج بوعريريج بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
تلكم القريـة التي تبعد عن مقر البلديـة مسيـرة سـاعـة على الأقــدام
يحدهـا شـرقا قريـة أولاد حمـدان ، أما في جهـة الجنوب الشـرقي قريـة
أولاد السليني وأولاد بخليفـة ، وشمـالا قريـة الدشــرة أخوالـه .

وهي
منطقـة فلاحيـة يعتمد سكـانها على تربـة الماشيـة الدرجـة الاولى وذلك
لوفـرة الكلأ في سفـوح جبـالها الممدة نحـو بلدية رأس الـوادي شـرقا ، كما
يشتغل سكانها بالفلاحـة لوفـرة منابع الميـاه التي تصب في وادي الغـديـر
الذي يصب في سـد المسيـلة غـربا .
عاش الشيـخ : بن امهنـي الطـاهر بن بن حمـادة بن السعيـد
صباه بين إخوتـه وأبناء عمـومته و جيــرانه حياة ملؤها المحبـة الصادقـة
والنفس الطاهـرة قلما نجدها اليوم رغم الإمكانيات البسيطـة ، وانعدام
وسائـل الترفيه المتوفـرة حاليا إلا أن الوسائل اللازمـة لهم خلال هذه
المرحلة كانت من ابتكارهـم وأدت الغرض المطلـوب ومن بينها ( الخُـمَا يسْ ـ الخـيَامْ ـ الحنْبَريَــةُ ـ الصــايـْـرَة ــ الفلْـجَـة) وغيرها من الألعاب في تلك الفتـرة.

وبما أن والدتــه السيـدة : خبـابـة شلبيـة بنت البشيــر بن المختـار قـد نشأ ت في أسـرة متواضعة ومحا فظة بقـرية الدشــرة.
قررت
أن تنشــئه تنشـئة اســلامية رفقـة الوالد لأن الظروف مـواتية من الناحيـة
النفسيـة والاجتماعيـة في تلك الفتـرة ، حيث كـان والده رحمـه الله تعالى معلـم قـرآن ، وهو ما سهـل لهما المهمـة ،لان تربية الأولاد مهمـة عظيمة ومسؤولية جسيمـة يجب على الآبـاء أن يحسبوا لها حسابها،ويعدوا
لها العـدة، وكان لهـما ما تمنيا بعون الله تعالى ، لأن عمليـة التنشئة
الاجتماعية هي وسيـلة لتهيئـة الوليـد البشـري المزود بالفطـرة كي ينمـو
ويتطـور سلـوكيا وأخلاقيا واجتماعيا وسـط محيطـه الاجتماعي , فيكسب شخصيـة
اجتماعية تتعامـل مع ثقـافة وأحكام هذا الوسـط.
بدأ
الشـيخ الطـاهر بن امهني يتـردد على الكتـاب( كتاب أولاد بلحاج ) قبـل سن
الرابعـة من عمـره رفقـة والـده ، رغم صغـر سنـه فتـراه يتنقل بين الطلبـة
، أو يجـاور والـده الشيـخ بن حمـادة أثنـاء مراقبـة الألواح قصـد
تصحيـحها ، لهذا تعـرف على الجـو العـام في الكتـاب قبـل أن يلتحـق بـه
رسميـا .
ولما أدرك الوالـد أن الله تعالى قد أنعـم على ابنـه الطـاهـر بسـلامة أدوات التعلـم ، ألحقـه بكتاب القـريـة ( كتاب أولاد بلحـاج ) قصـد حفظ كتاب الله العلي القديـر ، رفقـة العديـد من أبنـائها أمثـال :
بلحـاج
يخلف بن احمـد ــ بلحـاج محمد بن احمـد ـ بلحـاج السعيـد بن العرابي ــ
بلحـاج احمـد بن العـرابي ــ بلحـاج العـرابي بن محمـد وغيـرهم من أبناء المنطقـة .

لقـد
كان من بين الطلبـة الممتازين الذيـنكانوا يمحون ألواحهميوميا ولا يغـادر
الجـامع إلا بعد أن يحفظ ما كتب من كـتاب الله تعالى في نفس اليـوم .
لم يكن الشيخ الطاهر بن امهنـي
يضيع وقتـه في اللهـو أثناء الدراسـة , بل كانت نصائح والـده الذي يشـرف
على تعليـمه توجهـه في جميع تحركاته وسكناتـه دون أن ننسى تشجيعـات
والدتـه السيدة : خبـابه شلبيـة من خلال
مكافآتهـا لـه بأثمـن ما تملك في تلك الفتـرة ، كتحفيـز لـه على مـواصلة
الدرب ، كما تعـد لـه الصمـغ من صـوف الغـم ويجتهـد والده في توفيـر
الصلصـال المتواجد بمنطقـة لعوينات على مقـربة من مدخـل قريـة الزمـالة
شـرقا أو المستورد من منطقـة سطيف الذي يبـاع في الأسـواق، وكذلك الوسيـلة

المهمـة للكتابة المصنـوعة من القصب المسماة ( لقلُــمْ ) الذي ذكـره الله تعالى في قـوله :
قال تعالى: { ن * والقلم وما يسطرون }، وقـال تعالى: { اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم }،
فالقلم له شأن عظيم، وقد أقسـم الله بـه، لأنه أداة للعلـم وسلاحـه، بـه
كتبت الكتب السماويـة، ومختلف العلـوم البشريـة، وقد أمر الرسول صلى الله
عليه وسلم أصحابـه رضوان الله عليهم بكتابته؛ إذ ما كان شيء من القـرآن
ينزل إلا أمر كتاب الوحي بإثبـاته، فكانت الكتابـة خيـر عامـل مساعد
لتعليم القرآن الكريم، علماً أن الكثيـر منهم كان يعتمد على ذاكرتـه في
الحفظ دون أن يعرف الكتابـة، إذ وهبهـم الله قلوباً حافظة وألسنـة لافظـة.

وهكذا
كانت الأرضيـة التي انطلقت منها حياته ، والعوامـل البارزة المميزة التي
رسمت نهجـه , وحددت اتجاهـه , وجعلتـه الغصـن الـذي يطول , والزهـور
والثمار التي تعد .
تمكن الشيخ الطــاهر بن امهنـي من
حفظ العديـد من الأحـزاب القـرآنية في هـذه الفتـرة ، وبعدهـا أكمـل
تعليمـه على يـد الشيـخ الفـاضل رحمه الله الغني عن التعريـف والذي كـرس
حيـاته في تحفيظ كتاب الله تعالى لأبـناء وطنـه ألا وهـو المرحـوم : بن
امهني ابراهيـم بن لخضـر ، الذي أحبـه الجميـع، لأنـه كان ينبـوع يتدفـق
بالخـير والرحمـة ويفيض رحمه الله تعالى بالنفـع والخيـر وإسـداء المعروف
إلى الآخـرين دون تمييـز ، واصـلا للرحـم ومكرمـا للضيف ، وهـو ماسـاعده
على أداء واجبـه نحـو الله , وطلبـته من خلال تحفيـظ كتاب الله تعالى لهـم
دون تمييـز
قـال الشـاعر :

إِذا جادتِ الدنيا عليكَ فجُدْ بها * على الناس طُـــرًّا إِنها تَتَقَلَّبُ
فلا الجودُ يفنيها إِذا هي أقبلتْ * ولا البخلُ يُبْقيها إِذا هي تَذْهَبُ

هكذا كان الشيـخ بن امهنـي ابراهيـم بن الطـاهر رحمـه الله وأسكنـه فسيـح جنـانه آميـن يا رب العالميــن .
بقي
الأب الكريـم : بن امهنـي الطــاهر أطـال الله في عمـره مداوما على حفـظ
القـرآن بنفس العـزيمـة ، رفقـة أبناء عمـومتـه و جيـرانـه بنفس الكتـاب
(كتاب أولاد بلحـاج )، ولمـا بلغ سن 12 من عمــره
، حد ث ما لـم يكن في الحسبـان وتلكـم ارادة الله تعالى، حيث تــوفي
والـده رحمـه الله وهــو لازال لـم يبلغ ســن التكليـف ،فمـرت عليـه وعلى
والدتـه خبابـه شلبيـة أيـاما عسيـرة أعـانهم الله تعالى على تجـاوزها
بصبـرهما

وإيمانها القـوي
وثقتها في الله تعالى ، تمكنت من مـواصلة المشـوار رفقــة أبنائـها في
قـرية أولاد بلحـاج بين أبناء عمـومتهـم ، الذيـن بذلـوا كل ما في وسعـهم
لكيـلا يحسـوا باليتـم والحرمـان ، رغـم الظروف المعيشيـة الصعبـة في تلك
الفتـرة الزمنيـة .
قــل لمن يحمـــلُ هما .........إن همــك لــن يــدوم
مثلــما تفنى الســـعادة.........هكذا تفــنى الهمــــوم
انتقـل
الشيخ : بن امهنـي الطـاهـر بعد عـدة شهـور عن وفــاة الـوالـد ( بن
حمـادة ) رحمه الله ، بموافقـة العـم والوالـدة إلى زاويـة الشيـخ الفاضـل
رحمه الله تعالى بلعيسـاوي بـرأس الـوادي ولايـة برج بوعريريـج ، تحت
اشـراف ابنـه صويلـح السعيـد ، والتي لازالت
قـائمـة لحد السـاعـة ، وبعد التحـاقه باشـر حفـظ كتـاب الله تعالى على
يـد الشيخ : درارجـة الحـاج امحمـدالغديـري الأصل الذي استطـون مدينـة رأس
الـوادي بعـد مغادرة مسقط رأسـه ( قـريـة الدشـــرة ) والشيـخ : بن جـدو .......
أحبـه
معلمـه لأخلاقه النبيـلة ، وهـو ماشجعـه على إتمام حفـظ كتاب الله العلي
القديـر بالـزاويـة رغـم صغـر سنـه ، ومع ذلك كان يشـارك رفـاقه في
الـزاويـة أثناء القيـام بالأعمـال التي تطلب منهم من قبـل أهــل الزاويـة
، داخـل الزاويـة وخـارجها وخاصـة أثناء جني المحـاصيل الزراعيـة ، كل حسب
قـدراتـه الجسديـة ،

ولقـد كان لـه الشـرف العظيـم في من خـلال مشـاركته في بناء مسجـدها العتيـق الحـالي، (مسجد الحاج بلعيساوي) فهـو من الذيـن قـاموا بوضع اللبنة الأولى لـه ، لأنـه كان من طلبـة الزاويـة آن ذاك .

ومن بين طلبـة الزاويـة الـذين رافقــوا الأب الفـاضل بن امهني الطـاهر بن بن حمــادة خلال الفتـرة التي قضــاها في الزاويـة ( زاويـة بلعيـساوي )السعيـد
من مشتة الطلبـة ــ أحمـد من قريـة أولاد نجـاع ــ عمــار من قصـر
الطيــرــ بن لكحـل....... ــ محمـد من مشتة الطلبـة ــ العيـد من قـرية
أولاد نجـاع ـ عيسى معتـوقي . معذرة لعـدم ذكـر الألقاب بسب نسيـانها من طـرف المعني ، لطـول المـدة .

وكان معجبًا بشيخـه ، فأخذ عنه بعض عاداتـه وأخلاقـه، كالولع بالمطالعةوالبعد عن حب الظهور والبدع والتمسك بلباب الديـن ومعرفـة أسرار الشريعـة و كراهيـةالتعصب والجمود . فكان أثر هذا الشيـخ الفاضل كبيرًا في تلميـذه الطــاهر بن امهنـي بن بن حمـادة
، ورغـم الظروف الاجتمـاعية التي يعيشـها في الـزاوية ، إلا أنه بقي قلبـه
معلقـا دومـا بـوالدتـه ( خبــابة شلبيـة ) التي تصـارع الحيـاة من اجـل
توفيـر متطبـات الحيـاة له ولأخـوته الذكـور والإناث ،لكنـه تمكن من
تحقيـق أمنـيـتهـا بختـم كتاب الله تعالى حفظا ورسـما على يـد شيخـه
الفاضـل المرحــوم :الحـاج درارجـة امحمـد .

بقي
يـزاول دراستـه بالـزاويـة المذكـورة آنفـا مسـاعدا لشيـوخها ،إلى أن
استدعـي لأداء الخدمـة الـوطنية الإجبارية من قبـل السلطـات الاستعمـاريـة
الفرنسيـة سنـة 1934 م
فمكث بمدينـة بجـايـة مـدة 6 أشهــر تدرب
فيـها تدريبـا عسكـريا مكثف عن قصـد ، وبعـد انتهـاء المـدة المخصصـة نقـل
إلى فـرنسـا رفقـة العديـد من أبنـاء جلدتـه أمثــال :
المرحـوم : خبابـة محمد بن احمد بن السعيـد (المدعـو الطـالب محمـد ).

المرحـوم : بكعلـول لخضــر بن اللافي ــ المرحـوم : معارشـة الذوادي من قريـة ازبيـر.

و
لبعـد المسـافـة ، وانعـدام وسـائل الاتصــال بينـه وبيـن أهلـه وذويـه ،
تمكـن من تجـاوز المحنـة من خـلال إيمانـه القـوي وثقتـه في الله تعالى
على أنـه هو الكفيـل الوحيـد لمن تركهـم وأجبــر على الرحيـل عنهـم
،وخـاصة الـوالدة التي بذلت كـل ما في وسعهـا من أجــل إعداده للحيــاة ،
ولقـد كان القـرآن الكريـم أنيسـه في غربتـه ،من خــلال المواظبـة على
قـراءتـه أثناء تنقـلاتـه لمسـافات بعيـدة ، أو عنـد التقـائـه بالأخوين :
خبابـة محمـد بن احمـد وبلكعلـول لخضـر بن اللافـي في المعسكـر أوقـات
الراحـة وخـاصة عنـد عودتهـم إلى المرقـد .
وبعـد انتهـاء المـدة اللازمــة والمقـدرة ب 14 شهـرا عـاد الأب الكريـم ( بن امهني الطـاهر ) رفقـة العديـد من أبناء وطنـه بحـرا بـواسطـة باخـرة أعدت لهـذا الغـرض .
وعنـد
وصـوله إلى القـرية ، استقبـل من طرف الجميـع (سكـان أولاد بلحـاج )
بحفـاوة حامديـن الله تعالى على عـودتـه سـالما ،وبعـد فتــرة قـرر
الالتحــاق بالـزاويـة ( زاويـة بلعيسـاوي ) حيث مكث بهـا مـدة سنـة
تقـريـبا ، تمكن فيـها من فهـم الكثير من قواعد الإسلام , وإدراك محـاسنه
في عقـائده وأخـلاقـه وﺁدابـه وأحكـامه وأعمـاله , وتفقـهه حسب طاقتـه
وبذلك استطـاع أن يفـرق ما هـو من الإسلام بحسنـه وبرهانـه , وما ليس منـه
بقبحـه وبطلانـه , فحياته أطال الله في عمـره حيـاة فكـر وإيمان وعمـل,
لأنـه حب الإسلام محبة عقليـة قلبيـة
ولما اكتملت بنيتـه
وأصبـح له صـدر عريض ومنكبان قـويان في جـد لايعـرف التعب , انتقـل إلى
مديـنة عنـابة قصـد التعـلم ، لكنـه لم يسعفــه الحـظ لأسباب عـدة ،
فقــرر البحث عـن عمـل يخفف بـه عبء الأسـرة ، فتعـرف على مصنـع للسجـائر(
طابـا كــوب ) لأحـد المعمريـن ، فاشتغـل مـدة 6 أشهـر وبعـدها
، انتقـل إلي محجره بالمنطقـة وبقي بعدها مدة بين عـامل وعـاطل عن العمـل
إلى أن مـن الله عليـه بمنصب عمــل بمصنـع للآجــر لكنـه لم يدم طـويلا
حيث فـوجيء باستدعـاء من طـر ف الدرك الـوطني لفـرقة برج الغديـر ،
ليلتحـق بالثكنـة العسكـرية الاستعمـارية المتـواجدة بمدينـة سطيف قصـد
المشـاركة في الحرب العالميـة الثانيـة إلى جـانب القـوات الفـرنسية ضـد
القـوات الألمانية النازيــة بفـرنسـا ، وذلك بتـاريـخ 10 اكتـوبر 1939 م .
تعد الحرب العالمية الثانية من الحروب الشموليةً وأكثرها كُلـفةفي تاريخ البشريةً لاتساع بقعة الحرب وتعدد مسارح المعركة ، فكانت دول كثيرة طرفاًمن أطراف النزاع. فقد حصدت الحرب العالمية الثانية زهاء 60مليون نفس بشرية بينعسكري
ومدني
تكبّد المدنيون خسائـر في الأرواح إبّان الحــرب العالميـة الثانيـة أكثـرمن أي حرب عرفـها التاريـخ، ويعزى السبب لتقليعـة القصف الجـوي الذي ابتدعه الجـيشالألمـاني على مدن وقــرى الحلفاء مما استدعى الحلفاء الرّد بالمثل، فسقط من المدنيينمن سقط من كلا الطرفين.

بعدما
التحـق رفقـة العديـد من ابنـاء الجـزائـر الذيـن أجبروا على ذلك ، نقـلوا
عبــر القطــار الى بئـر خـادم بالجـزائـر العاصمـة كجنـود تحت الحكـم
الاستعمـاري الغـاشـم ، وبعد مكـوث 15 يـوما رحلـوا الى بريقـو ناحيـة
مدينـة بـوردو غـرب فـرنسا وبعـدها الى العاصمـة باريس خـريفا قصـد إقحامهم في الحـرب الى جانب القـوات الفرسيـة وكان من بين الجنـود المرحـوم : بن
امهني سـاعد من قريـة أولاد بلحـاج ــ بركـات المولـود من قـرية أولاد
سيـدي منصـور الذي توفي شتاء بالمنطقـة ـ كعلـول الشـريف ـ العايب السـاسي
بن الطـاهر ـ جاب الله محمـد بن مجـاهد ـ جاب الله احمـد بن امجـاهدـ
بوختالة بن عزوز بن لخميسي .
ولمـا
احتلت فـرنسا من قبـل القـوات الالمـانية القي القبض عليـه من طـرف
الجنـود الألـمان فـأســر رفقـة العديـد من الجنـود ، فدخـل السجـن بظلـم
الظالمين ، وعـذب عـذاب الهـون ، وكادت روحـه تنطلـق الى بـارئها ، لكنـه
صبـر على الجــوع والعطـش ، وعـرف قيمـة المـاء والغـذاء بالحـرمـان
الطـويـل منها ، ومن هذه الـوضعيـة أدرك قـول الله تعالى ( لإيلاف قـريش ، إيلافهم رحلـة الشتـاء والصيف ، فليعبـدوا رب هـذا البيت الـذي أطعمهـم من جـوع وآمنهـم من خـوف ) حـق الفهـم .

ذاق
الخـوف والرعب ، فمـن الجنـود من سقـط مغشيـا عليـه ، ومنهـم من جـرح وترك
دون عـلاج ، يجـرون السـاعات بلا فـرصـة للراحـة ، وقبـل أن يعيـش هـذه
المحنـة خلال الحـرب ، لم يكـن يتصـور على الإطلاق أن في إمكان بشـر من
الشبـاب أن يتحمـل بعضـا ممـا يصب عليـه .
ولكـن سبحـان الله ، فقـد اكتشف بعـد هـذه المحنـة التي بلغت خمسسنـوات
، أن الإنسان يملك طاقات هـائلة جـدا من القـدرة على الصبـر والاحتمـال
والمجـاهدة ، طاقات عقديـة ونفسيـة وروحيـة ، لم يكن قـد اكتشفها أو عثـر
عل منابعهـا أو مناجمها وهي طـاقات فـاعلـة بقـدرة الله تعالى التي تهـزم
الجباريـن والظـالمين .
لقـد
كان يعيش مع إخوانـه من الجزائريين والتونسيين والمغاربـة وبعض الأفارقـة
في حـالة من الخـوف والرعب بسب القصف المتـواصل للطـائرات الحـربية
والمدافـع الالمـانية ، ولـم يكـن هنـاك شعـور بالاطمئنـان ، وكان الجـو
من القتـامة والكـآبـة بمكـان ، تحيـط بهـم عـوامل الرعب والإرهاب
وتمضـي
الأيـام وتـزداد عليـه الهمـوم ، وتـؤرقـه الـوحدة ويشتغـل عقـله ، وفكـره
بالتفكـر في المـاضي والحـاضر ، وتكسـوه مسـحة من الأحزان والإحساس
بالغـربة من جهـة ، وشـوقـه لـوالدته وأخيه محمـد السعيد رحمه الله تعالى
، وأبنـاء عمـومته .

وبعدمـا أفـرج عليـه رفقـة العديـد من
المعتقليـن ، عـاد الى أرض الـوطن بعدمـا فقـدت الـوالدة الأمـل كبقيـة
الأمهات الجـزائريـات ، فعنـد وصـوله الى قـريـة أولاد بلحـاج مسقـط رأسـه
، عـادت البسـمة الى الجميـع حامديـن الله تعـالى على رجـوعـه سـالما رغـم
الظـروف الاستعمـارية الفرنسية ، وبعـد انتهاء الحـرب العالميـة الثانيـة
، تمكن من العـودة الى فـرنسـا ثانية رفقـة البعض من أهـل المنطقـة ،
بحـثا عن منصب عمـل ، فاشتغـل بمنطقـة جنيسيـة مدة تسعـة اشهــر مع العديـد من أبناء المنطقـة منهم : معضـادي
البوزيـدي ـ خيتـاتي لخلف بن عيسى ــ خيتاتي الطـاهـر بن عيسى ــ شـرورة
بـوقـرة بن محمـد ــ شرورة بلقـاسم بن عبد الرحمـان ـ شـرورة الطـاهر بن
البشـير .
ولمـا توقفت الأشغال بالمنطقـة انتقـل الى ناحيـة سيسال ليلتحـق بإخوانه الجـزائريين العـاملين بسـد سيسـال
رغـم قسـاوة الطبيـعة ،لأنـها منطقـة جبليـة تنخفض بهـا درجـة الحـرارة
حـوالي 15 درجة تحت الصفـر شـتاء ، وكان من بين العمـال : المـرحـوم مسعـودي
البشيـر بن خبـابة ـ سعيـدات علـي ـ وكذلك البعض من ناحيـة الرابطـة
وأولاد مخلـوف ـ واولاد سيدي منصـور ـ وغيـرهـم لكنه لم يتمكن من تذكـر
اسمائهـم لطوال المدة .
بعد المدة التي قضتاها بمنطقـة سيسـال والمقـدرة بأربـع سنـوات ، قرر العـودة نهـائيا الى الـوطن الأم وبقي رفقـة أخيـه المرحـوم : بن امهنـي محمـد السعيـد بقريـة أولاد بلحـاج ، وبعـد عـدة شهور قـررالزواجبابنـة عمـه سنـة 1951 م التي أنجبت لـه كل من : عبد المجيـد ـ نور الديـن ـ محمـد العيـد ـ العمـري ـ مصطفى .
ولمـا كـان الاستعمار الفرنسي يهدف إلى إلغاء الوجود المادي والمعنويللشعب الجزائري، وأن يكون هذا البلد تابـعًا لفرنسا؛ لذلك تعددت وسائلـه الهمجيـة لكسر شوكـة الجزائريين وعقيدتهم ووحـدتهم، إلا أن هـذه المحاولات تحطمت أمــام صلابـة هذاالشعب
وتضحياتـه وتماسكه، وذلك من خـلال ثـورته المجيـدة ، التي هب إليها الشعب
الجـزائري ، لافـرق بين من حملـوا السـلاح لقتـال المستعمريـن وبين من
ثـاروا باللسـان , أو القلـم ,أو بالمـال أو بالقلب على الأقـل .
ولا
فـرق بين من يعملـون علنا , ومن يعملـون سـرا , لم يشـذ عن ذلك العمـل
المقـدس ، رجـل ذو حسب أو نسب ’ أو ذو نفـوذ أو نيـابة .
لأن
من استطـاع من الجزائريين أن يصعـد إلى الجبـل ويحمـل السلاح صعـد ،ومن لم
يستطـع ذلك أو ليست له رسـالة حمـل السـلاح فمثل هذا أيضا ثـائر وهو في
بيتـه أو في دكانه ، أو في مكتبه ’ أو في مزرعتـه ’ وثائـر في
أي مكان تظلـه فيه السمـاء وتـوحي إليه باستـرداد حريتـه وحقـه أو
الاستشهاد والفنـاء دون ذلك .
وأثنـاء المداهمـات اليوميـة
للاحتـلال الفرنسي لقـريـة أولاد بلحـاج بحثـا عن المجـاهدين والفـدائييـن
بالمنطقـة أعتقـل الشيـخ بلحـاج العـرابي الذي يشتغـل معلـم قـرآنبكتـاب القـريـة رفقـة العديد من أبناء القـريـة وغـريها أمثـال : بن امهنـي سـاعد ـ وعلي بن الدومـان من قـرية الزمالة ، وذلك سنـة 1655 م
، تم تعيـن الأب الكـريم بن امهنـي الطـاهـر من قبـل مسئولي جبهة التحرير
الوطني .وذلك لتمكيـن أبنـاء المنطقـة من حفظ كتاب الله تعالى ، ومحـاربـة
الأمية التي عمل الاستعمار الفرنسي على تفشيـها بين الأهالي من خـلال
الحرمـان ،واعتقـال حفظة القـرآن الكريـم .
قـال الشـاعر :

الأرض تحيا إذا مـا عاش عالمها *** متى َيمُتْ عالـم منها يَمُتْ طرف
كالأرض تحيا إذا ما الغيث حل بها *** وإن أبى عـاد في أكنافها التلف

باشـر
الشيـخ تحفيـظ كتاب الله لأبنـاء قـريته ذكـورا ، متبعا طـرائق معلميـه
متوكـلا على الحي القيـوم، لأن التـوكل عبادة من أفـضل القلـوب ، وخُلـق
من أعظـم أخـلاق الإيـمان ، ومقـام من مقـامات المـوقنين .
قال الله تعالى : (
قـالت لهـم رسلهـم إن نحـن إلا بشـر مثلكم ولكن الله يمن على من يشـاء من
عبـاده ، وما كان لنا ، أن نأتيـكم بسلطـان إلا بإذن الله ، وعلى الله
فليتوكل المؤمنون )
ولحرصـه الشديـد على تحفيـظ كتاب الله تعالى ، يستقبـل المتمدرسين عل فتـرتين .
الفترة الصباحية بعد صـلاة الصبح بزمن قصيـر وتـدوم الى غـاية الساعـة العاشرة .
أما
الفتـرة الثانيـة فتستأنف بعد صلاة الظهـر لتختـم عصــرا ،والفتـرة
المتبقيـة يقضيها في تصحيح الألـواح أوتشريطها بالنسبـة للمبتدئيـن.
ولقـد
كان محـل ثقـة من خلال استشـارته في الأمـور الفقهيـة ، كالصلاة المفروضـة
والصيـام وعقـود البيـع والشـراء والزواج , يـؤدي بالنـاس صـلاة التراويـح
في شهـر رمضـان ليـلا و يحفظ الناشئـة القـرآن الكريـم ,الذي أنـزله آ
مـرا وزاجـرا , وسنـة خالية ومثـلا مضروبا , فيـه نبأنا , وخبـر من كان
قبلـنا وحكـم ما بيننا , لايخلق على كثـرة الرد , ولا تنقضي عبـره , ولا
تفنى عجـائبه , لايشبع منه العلمـاء , هو الحـق من قـال به صـدق , ومن
حكـم به عـدل , ومن تمسـك به هـدى إلى صـراط مستقيـم.
كان
الشيـخ : بن امهنـي الطـاهر في طمـوحه للمعـالي لايعيش بالخيـال وبأحلام
اليقظـة , بل كان رحمـه الله يسعـى للمعالي لتحقيق ﺁمـاله , وكان يأخـذ في
حسبـانه بأنـه إذا زال عنـه الجـد والأمـل فقـد الرغبـة في السعي والعمـل
.
عن علي رضي الله عنه قال:. «العلم خيرٌ من المال، لأن المال تحرسه والعلم
يحرسك، والمال تفنيه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق، والعلم حاكم والمال
محكوم عليه، مات خزَّان المال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر،
أعيانهم مفقودة وآثارهم في القلوب موجودة».
ملاحظـة : إن كـتاب أولاد بلحـاج الأصلي طـوله 7 م وعرضه 4م أما ارتفـاعه يقـارب 2.5
م بني بمـواد محليـة ( الحجـارة والطيـن ) من قبـل أهـل القريـة ، مغطـى
بنبتة تدعـى الديـس وهي متوفرة بكثـرة في المنطقـة ، وتم ترميمـه خلال
الثورة التحريريـة ، وبقي على نفس الهيـأة ، تمت توسعته بإضافـة طابق علوي
لأداء صـلاة الجمـعة حيث أقيـمت أول جمـعة فيـه سنـة 1982 م أداها الإمـام : بلحاج علي بن السعيدالمدعـو كمال ،الإمام الحالي ، أعانـه الله ).

لـم
يمنعـه من القيام بواجبه حر صيف أو بـرد شتاء أو دوريات استكشافية من قبل
جنـود الإحتلال الفرنسي ، ولقد كان محل ثقـة الجميع وخاصـة ما يتعلق
بأسـرار الثورة التحريريـة فهو الأب النصـوح والقائد الموجـه خلال الفترة
الاستعمــارية ، فلقد جاهد الشيخ ( بن امهنـي الطاهـر بن بن حمـادة )
خير جهاد من خلال ما قدمـه من حفظ لكتاب الله تعالى وترسيخ لمبادىء
إسلامية يستلزم ترسيخها في نفـوس أبناء هذا الوطن الغالي والتي تعتبر
السلاح الأمثـل والأجدر لمقاومة العـدو الغـاشم.
وبعد فتـرة
زميـة استطـاع وبتوفيـق من الله العلي القديـر أن يحفـظ لكتاب الله تعالى
للعديد من أبناء أولاد بلحـاج وغيـرهم ، فمنهم من حفـظ عدة أحزاب، ومنهم
من قـارب ربع القـرآن أو نصـفه أمثـال :
بن
امهنـي الحسيـن بن محمد ـ بن امهني احمد بن محمـد ـ بن امهنـي البشيـر بن
المسعـود ـ مـزوار ابراهيـم بن محمـد ـ خيتاتي عبد الحميد بن الخيتاتي ـ
بن جعفـر عمـار بن محمد ـ بن جعفـر بخليفة بن محمد ـ بورنان الشريف عمـار
بن الحـاج ـ بورنـان الشريف محمد بن الحاج ـ بورنان الشريف بوبكـر بن
الدراجـي ـ خيتـاتي ابراهيـم بن موسى ـ بن امهني عيسى بن سـاعد ـ بن
امهنـي المسعـود بن الحسيـن ـ بن امهني عبد الحميـد بن الحسيـن ـ بن امهني
العياشي بن احمـد ـ يعيـش العيـاشي بن العيـاشي ـ يعيش عمـار بن شعبـان .
ومنهـم من ختـم القـرآن أمثال : بلحـاج علي بن السعيـد ( المدعو كمال ) ـ خيتـاتي عبد الحميـد ـ حـداد احمـد بن محمـد ـ بورنان الشريـف محمـد بن الحـاج ـ بورنـان الشريف بوبـكر بن الدراجـي .
أما العطـل فيـوم الجمـعة ، عطلة الاسبـوع ، وكذلك أيـام عيد الفطـر والاضـحى ( لعـواشيــر) .
أمـا المعلمـون الذيـن حفظـوا القـرآن الكريـم بكتـاب قريـة أولاد بلحـاج فهـم على التـوالي : 1 ) بن امهنـي بن حمـادة بن السعيـد .
2 ) بن امهني الحاج الدراجـي بن محمـد .
3 ) بن امهنـي ابراهيـم بن لخضـر .
4 ) بلحـاج العـرابي بن محـمد
5 ) بلحـاج علي بن السعيـد ( المدعو كمـال ) .الإمـام
الحـالي لأولاد بلحــاج .

قال رسـول الله صلى الله عليه وسلتم :
(( أكثـر ما يدخـل النـاس الجنـة تقـوى الله وحسـن الخلـق ))
رواه البخـاري
لقد خالط الشيخ الفـاضـل : بن امهني الطـاهر بن بن حمـادة
النـاس مشبعين بروح السمـاحة والعطف على ضعفهـم ونقصهـم وخطئهـم وروح
الرغبـة الحقيقية في تطهيرهم وتثقيفهـم ورفعهـم الى المستـوى المطلـوب
بقدر مااستطـاع بفضـل القيـم النبيـلة التي اكتسبها لأن القيـم لها فوائـد
في حيـاة الفرد فهي التي تشكل شخصيته المتزنـة القويـة المتماسكـة، لأنها
تسير وفق مبادئ وقيـم ثابتـة ، كما أنها توحد ذاتـه ، وتقوى إرادتـه ،
وتنظـم عناصره ، من خلال توحيد وجهتها ، فنرى الشخص غير الأخلاقي متذبذب
مشتت النفس ، تنتابـه الكثيـر من الصراعات النفسيـة .
قال تعالى : (أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم) (22) سورة الملك.
ويقول الله جل وعلا( يرفـع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )
. إن ممن رفعهـم الله أهل العلم العاملين الذين هم أركان الشريعة وأمــناء
الله في خلقه فهم ورثـة الأنبياء وقــرة عين الأولـياء وبهـم تحفظ الملـة
وتقـوم الشريعـة، ينفـون عن دين الله تحريف الغاليـن وانتحال المبطليـن
وتأويل الضاليـن، فلله درهـم وعليه أجرهـم ما أحسـن أثرهـم وأجمل ذكرهـم،
رفعهم الله بالعلـم وزينهم بالحلـم، بهم يعـرف الحلال من الحـرام والحق من
الباطـل، حياتهـم غنيمـة وموتهـم مصيبـة، يََُّذكرون الغافـل، ويُعَّلمـون
الجاهـل، جميع الخلق إلى علمهم محتاج، هم سـراج العـباد، ومنار البـلاد،
وقـوام الأمـة، وينابيـع الحكمـة، هم غيـظ الشيطان، بهـم تحيا قلـوب أهل
الحـق وتموت قلـوب أهـل الزيـغ، مثلهم في الأرض كمثـل النجـوم في السـماء
يهتـدي بها في ظلمات البـر والبحـر، إذا انطمست النجوم تحيـروا، وإذا
أسـفر عنها الظلام أبصـروا.

تحتـوي
قـريـة أولاد بلحـاج المتـواجدة بمفتـرق الطـرق أولاد حمـدان شـرقا ،
وقريـة أولاد السليني جنـوبا على مطـاحن حبـوب تقليـدية لوفـرة الميـاه
بها ، لأنه العنصـر الأساسي في تشغيـلها ، علما بأن رحـى لخـواتية لم
يتوقف عن العمـل إلا بعـد ظهـور المطـاحن الحديثـة . لهـذا يرجى من أبناء
المنطقـة المحافظة عليـه كمعلم تاريخي .
كان
شغوفا بحب المسجد وخدمته ،حيث يؤذن لصلاة الفجر، ويقيم الصلوات الخمس
والتراويح في شهر رمضان الكريم ويحضر جل المناسبات الدينية قبل رحيلـه إلى
حي الصفيــة سنـة 1986م .

ولشخصه
طابعا اجتماعيا مميزا ،حيث أنـه مرن المعامـلة مهذب السلوك مميـزالأسلوب
في ســرد الحديث والحكايـة والأحداث التاريخية ، لـه فن في حكايـة الرواية
والقصة الشعبية والنكتة وبارعا في الألغاز الشعبية وكلما جالسته أحسست
بالاطمئنان وحب الاستماع وعدم المغادرة .
يحضر
مجالس الجماعـة ويساهـم بقسط وافـر في الحياة الاجتماعية بالتضامن
والألفـة وتدعيـم روابـط الأخوة والمحبـة .حريـص كل الحرص على الأمور التي
تحقق التعاون والمحبـة بين الناس
وهي : إكرام الضيف وصـلة الرحـم والكلمة الطيبـة. لهـذا ربـط الرسول صلى
الله عليه وسلم هذه الأمـور بالإيمان فالذي يؤمـن بالله واليـوم الآخر لا
يقطع رحمـه ، وصلة الرحـم علامة على الإيـمان ، أطـال الله في عمـر الأب
والجـد الطـاهر بن امهنـي بن بن حمـادة وجعلـه رمزا ومنـارة يقتـدي بـها من عـرف خصاله .
فرحـم
الله مشايخنا و نسألـه تعالى أن يبارك بمن بقي من علـماء الإسلام ودعاتـه،
وأن يطيـل أعمارهـم ويسدد خطاهـم ويكفيهم كل الشـرور وأن يجعلهم ناصريـن
للإسـلام وقضاياه آمـرين بالمعـروف ناهين عن المنكـر إنه سميـع مجيب.آميــن يارب العــالميـن .
المعني بالأمـر Sad

الأب والجد ) الطاهر بن امهني
الابن البـار : المعلم ـ محمد العيـد بن امهني
أجـرى الحوار وأعـد النص: بن عامر لخضـر

مشكوووووووووووور